كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 8)

فعادت لبنى هود، وما زال فرناند الثالث ملك قشتالة يغاورها ويحاصرها حتى استولى عليها سنة 664 للهجرة.

(د) بنو الأحمر (¬1) فى غرناطة
تنتمى هذه الأسرة إلى حفيد الصحابى الجليل سعد بن عبادة سيد الخزرج لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن يوسف بن نصر المعروف بابن الأحمر والملقب بلقب الغالب بالله، وكان فارسا مقداما، رأس فى قريته أرجونة شمالى جيّان واستولى على جيّان سنة 629 من ابن هود ثم على بسطة ووادى آش شمالى غرناطة، ثم على غرناطة نفسها سنة 635 واتخذها عاصمة وامتدّ سلطانه فى الشرق إلى مالقة والمرية، غير أنه اضطر إلى التخلى عن جيان سنة 643 لملك قشتالة، وعقد معه معاهدة التزم فيها بتقديم عون له فى استيلائه على إشبيلية سنة 646 واتسع بسلطانه شمالى مالقة والمرية حتى لورقة وجنوبيا حتى جبل طارق والجزيرة الخضراء وحتى لبلة وشريش وشذونة فى الجنوب الغربى لغرناطة، ومكّن له من تثبيت ملكه حنكته السياسية وطول مدة حكمه حتى سنة 671.
وخلفه ابنه محمد الملقب بالفقيه، وسرعان ما هاجمه ألفونس العاشر ملك ليون فاستنجد بالمنصور عبد الحق سلطان المرينيين بالمغرب فأرسل إليه قوة كبيرة، والتقى الجمعان عند إستجة جنوبى قرطبة سنة 674 وانتصر المسلمون انتصارا عظيما. واتفق محمد الفقيه سلطان غرناطة وسلطان بنى مرين على أن تقيم فى مملكة غرناطة قوة مرينية يرأسها قائد مرينى يسمى شيخ الغزاة يدخل فى عداد كبار الشخصيات بغرناطة، واتّفق على أن تكون مالقة قاعدة للقوات المرينية، وعبر المنصور المرينى مرارا وظل يشتبك مع القشتاليين حتى أذعنوا لمسالمة محمد الفقيه، وتوفى سنة 701 وخلفه ابنه محمد المخلوع سنة 708 وولى بعده أخوه نصر حتى سنة 713 إذ تنازل لابن عمه إسماعيل، والتقى بالقشتاليين سنة 718 ودارت عليهم الدوائر، وله فضل فى إقامة بعض منشئات قصر الحمراء واغتيل سنة
¬_________
(¬1) انظر فى بنى الأحمر بغرناطة أو بنى نصر كتاب اللمحة البدرية فى الدولة النصرية والإحاطة فى أخبار غرناطة (فى تراجم أمرائهم) وأعمال الأعلام للسان الدين بن الخطيب ونبذة العصر فى أخبار ملوك بنى نصر لمجهول (طبع المغرب) والمغرب لابن سعيد (طبع دار المعارف) 2/ 109 والذخيرة السنية فى تاريخ الدولة المرينية لابن أبى زرع (طبع الرباط) وتاريخ ابن خلدون: الجزء الرابع ونفح الطيب للمقرى (انظر الفهرس) ويوسف الأول سلطان غرناطة لمحمد كمال شبانة (طبع القاهرة) ونهاية الأندلس وتاريخ العرب المنتصرين لمحمد عبد الله عنان (طبع القاهرة) والتاريخ الأندلسى لعبد الرحمن الحجى ومعالم تاريخ المغرب والأندلس لحسين مؤنس.

الصفحة 44