كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 8)

عليه ويروحون فيطعمهم الطَّعام، ويتحدثون عنده (¬1).
وفي حديث سلمان رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: "كانَتْ دارُ قارُونَ مِنْ فِضَّةٍ وَأَساسُها مِنْ ذَهَبٍ" (¬2).
والأساس -بفتح الهمزة-: أصل البناء، ومثله الأس مثلثًا، والأَسَسُ -بفتحتين- ويجوز أن يكون بكسر الهمزة، ولعله أقرب إلى الرواية: جمع أس.
وجمع الأساس أُسَس -بضم فَفَتْح- وأساسات، وجمعه المتحرك: آساس كأسباب.
والمراد بالأساس في الحديث: أصول البناء الظَّاهرة لا المطمورة في الأرض، وإنما كانت ذهبًا والأعالي فضَّة ليقرب الذَّهب من الساكن في البناء بخلاف ما لو عكس.
قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}. القائل له: موسى، أو المؤمنون من قومه: {لَا تَفْرَحْ}؛ أي: بما أوتيته من الدنيا وإن كثر؛ لأنَّ الفرح به نتيجة حبه والرضى به، وهو مانع من محبة الله تعالى التي هي شرط الإيمان به {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]؛ تعليل لنهيهم إياه عن الفرح بالدُّنيا.
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (9/ 3019)، وكذا الطبري في "التاريخ" (1/ 265).
(¬2) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 437) إلى ابن مردويه.

الصفحة 12