كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 8)

وجدامة: بضم الميم، ودالها مهملة.

22 - ومن أفعال الجاهلية: قتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق.
وأعظمه قتل الأولاد بالوأد كما علمت وبغيره.
وفي الصحيح ": "إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ بَعْدَ الشِّرْكِ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ" (¬1).
ووجهه ظاهر؛ فإن شفقة الوالد على الولد ليس فوقها شفقة، فإذا قتله فليس فوق قسوته قسوة.
قال الله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام: 140].
روى البخاري، وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: إذا سَرَّك أن تعرف جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومئة من سورة الأنعام {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ} إلى قوله: {وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام: 140] (¬2).
وقال قتادة رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ} [الأنعام: 140]: هذا صنع أهل الجاهلية؛ كان أحدهم
¬__________
(¬1) رواه البخاري (7094)، ومسلم (86) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
(¬2) رواه البخاري (3334).

الصفحة 532