كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 8)

ثم قال: من هذه الحميراء إلى جنبك؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَذِهِ عائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ".
قال: أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق؟
قال: "يا عُيَيْنَةُ! إِنَّ اللهَ حَرَّمَ ذَلِكَ".
فلما خرج قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: من هذا؟
قال: "أَحْمَقٌ مُطاعٌ، وَإِنَّهُ عَلى ما تَرَيْنَ لَسَيِّدٌ فِي قَوْمِهِ" (¬1).
قلت: وبلغني أن المبادلة الآن ربما جرت في أمراء الأعراب من بني خيار وغيرهم؛ استولى بعضهم على زوجة وبعث إليه بزوجته، وهذا ضلال مبين.

31 - ومنها: أكل الأولياء مهور مولياتهم.
روى سعيد بن منصور، والمفسرون عن أبي صالح قال: كان الرجل إذا زوج أيمه أخذ صداقها دونها، فنهاهم الله تعالى عن ذلك، ونزلت: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4] (¬2).
وهذا العمل الجاهلي الآن فاشٍ في جهلاء الأعراب ونحوهم من التركمان، والفلاحين يأخذون مهور النساء لأنفسهم، ويقتصرون منه
¬__________
(¬1) رواه الدارقطني في "السنن" (3/ 218). قال ابن كثير في "التفسير" (3/ 504): رواه البزار، وقال: إسحاق بن عبد الله لين الحديث جداً، وإنما ذكرناه لأنا لم نحفظه إلا من هذا الوجه، وبينا العلة فيه.
(¬2) رواه الطبري في "التفسير" (4/ 241)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (3/ 860).

الصفحة 547