كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 8)

33 - ومنها: قولهم لمن تزوج: بالرفاء والبنين، وقولهم للعنب: كرم، وتسميتهم المحرم: صفر، والعشاء: عتمة، والمغرب: عشاء.
وكل ذلك مكروه.
روى ابن ماجه عن عقيل بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أنه تزوج امرأة من بني جشم فقالوا: بالرفاء والبنين.
فقال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ بارِكْ لَهُمْ وَبارِكْ عَلَيْهِمْ" (¬1).
قال صاحب "الصحاح": والرفاء: الالتحام والاتفاق، ويقال: رفَّيتُه تَرفيَةً: إذا قلت للمتزوج: بالرفاء والبنين (¬2).
قال ابن السكيت: وإن شئت كان معناه: بالسكون والطمأنينة من قولهم: رفوت الرجل: إذا سكنته (¬3).
وروى أبو دواد، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم بالأسانيد الصحيحة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفَّأ الرجل إذا تزوج قال: "بارَكَ اللهُ لَكَ، وَبارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ اللهُ بَيْنَكُما فِي خَيْرٍ" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه ابن ماجه (1906)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (3/ 451).
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 2360)، (مادة: رفا).
(¬3) انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص: 153).
(¬4) رواه أبو داود (2130)، والترمذي (1091) وصححه، وابن ماجه (1905).

الصفحة 549