كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 8)

من تسمية العشاء العتمة لحديث: "لَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي الصُّبْحِ وَالْعَتْمَةِ لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْواً" (¬1) بوجهين:
أحدهما: أنه لبيان كون النهي ليس للتحريم بل للتنزيه.
والثاني: أنه خوطب بها من يخاف أن يلتبس عليه المراد لو سماها عشاءً.
قال: وأما تسمية الصبح غداة بلا كراهة على المذهب الصحيح.
قال: وذكر جماعة كراهة ذلك، وليس بشيء.
قال: ولا بأس بتسمية المغرب والعشاء: عشاءين.
[ولا بأس يقول العشاء الآخرة، وما نقل عن الأصمعي أنه قال: لا يقال] (¬2): العشاء الآخرة [فغلط ظاهر] (¬3).
لكنه صحح في "المجموع" أن تسمية العشاء عتمة خلاف الأولى كتسمية الصبح الغداة (¬4).

34 - ومن عوائد الجاهلية [قولهم]: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً.
روى أبو داود عن معمر عن قتادة، أو غيره، عن عمران بن الحصين
¬__________
(¬1) رواه البخاري (590)، ومسلم (437) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬2) ما بين معكوفتين زيادة من "الأذكار"، وكان في "أ" و "ت" مكانه: "ولا تقولوا".
(¬3) انظر: "الأذكار" للنووي (ص: 298).
(¬4) انظر: "المجموع" للنووي (3/ 43).

الصفحة 552