كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 8)
تلهج هذه الطائفة باسم حرية الفكر، وهي لا تقصد إلا هذا الفن الذي أكبت عليه صباحها ومساءها، وهو النَّيل من هداية الإسلام، والغضّ من رجال جاهدوا في سبيله بحجة وعزم وإقدام. يكفي شاهداً على رياء هؤلاء الرهط: أنهم يقيمون مآتم يندبون فيها حرية الفكر، ثم ينصرفون ويقولون فيما يكتبون: للحكومة أن ترهق الشعب، وترغمه على ما تراه أمراً لائقاً. ولو سبق ظنك إلى أن مؤلف كتاب "في الشعر الجاهلي" هو عينهم الناظرة، وسهمهم الذي يرمون به في مقاتل أمتهم الغافلة، لخليت بينك وبين هذا الظن؛ إذ ليس لي على هذه الظنون الغالبة من سبيل.
فالقلم الذي يناقش كتاب "في الشعر الجاهلي" إنما يطأ موطئأ يغيظ طائفة احتفلت بهذا الكتاب، وحسبته الطعنة القاضية على الإسلام وفضل العرب.
[وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا] [الأحزاب: 25].
محمّد الخضر حسين
الصفحة 8
508