كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 8)

" صفحة رقم 117 "
بنفسها وإلى الآخر بحرف الجر لما ثقلت بالتضعيف ، وفي ذلك تجهيل لهم ، حيث ظنوا أن ذلك يخفى على الله تعالى . ثم ذكر إحاطة علمه بما في السموات والأرض .
الحجرات : ( 17 ) يمنون عليك أن . . . . .
ويقال : منّ عليهم بيد أسداها إليه ، أي أنعم عليه . المنة : النعمة التي لا يطلب لها ثواب ، ثم يقال : منّ عليه صنعه ، إذا اعتده عليه منة وإنعاماً ، أي يعتدون عليك أن أسلموا ، فإن أسلموا في موضع المفعول ، ولذلك تعدى إليه في قوله : ) قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَامَكُمْ ). ويجوز أن يكون أسلموا مفعولاً من أجله ، أي يتفضلون عليك بإسلامهم . ) أَنْ هَداكُمْ لِلاْيمَانِ ( بزعمكم ، وتعليق المن بهدايتهم بشرط الصدق يدل على أنهم ليسوا مؤمنين ، إذ قد بين تعالى كذبهم في قولهم آمنا بقوله : ) قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ ). وقرأ عبد الله وزيد بن عليّ ، إذ هداكم ، جعلا إذ مكان إن ، وكلاهما تعليل ، وجواب الشرط محذوف ، أي ) إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ، فهو المانّ عليكم .
الحجرات : ( 18 ) إن الله يعلم . . . . .
وقرأ ابن كثير وأبان عن عاصم : يعلمون ، بياء الغيبة ، والجمهور : بتاء الخطاب .

الصفحة 117