كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 8)

" صفحة رقم 150 "
السوائب وغير ذلك من سيرهم . وقيل : المعنى فهم يعلمون متى يموت محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ) الذي يتربصون به ، ويكتبون بمعنى : يحكمون . وقال ابن عباس : يعني أم عندهم اللوح المحفوظ ، فهم يكتبون ما فيه ويخبرون .
الطور : ( 42 ) أم يريدون كيدا . . . . .
( أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً ( : أي بك وبشرعك ، وهو كيدهم به في دار الندوة ، ( فَالَّذِينَ كَفَرُواْ ( : أي فهم ، وأبرز الظاهر تنبيهاً على العلة ، أو الذين كفروا عام فيندرجون فيه ، ( هُمُ الْمَكِيدُونَ ( : أي الذين يعود عليهم وبال كيدهم ، ويحيق بهم مكرهم ، وذلك أنهم قتلوا يوم بدر ، وسمى غلبتهم كيداً ، إذ كانت عقوبة الكيد .
الطور : ( 43 ) أم لهم إله . . . . .
( أَمْ لَهُمْ إِلَاهٌ غَيْرُ اللَّهِ ( يعصمهم ويدفع عنهم في صدور إهلاكهم ، ثم نزه تعالى نفسه ، ( عَمَّا يُشْرِكُونَ ( به من الأصنام والأوثان .
الطور : ( 44 ) وإن يروا كسفا . . . . .
( وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مّنَ السَّمَاء ( : كانت قريش قد اقترحت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ) ، فيما اقترحت من قولهم : أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً ، فأخبر تعالى أنهم لو رأوا ذلك عياناً ، حسب اقتراحهم ، لبلغ بهم عتوهم وجهلهم أن يغالطوا أنفسهم فيما عاينوه ، وقالوا : هو سحاب مركوم ، تراكم بعضه على بعض ممطرنا ، وليس بكسف ساقط للعذاب .
الطور : ( 45 ) فذرهم حتى يلاقوا . . . . .
( فَذَرْهُمْ ( : أمر موادعة منسوخ بآية السيف . وقرأ الجمهور : ) حَتَّى يُلَاقُواْ ( ؛ وأبو حيوة : حتى يلقوا ، مضارع لقي ، ( يَوْمَهُمُ ( : أي يوم موتهم واحداً واحداً ، والصعق : العذاب ، أو يوم بدر ، لأنهم عذبوا فيه ، أو يوم القيامة ، أقوال ، ثالثها قول الجمهور ، لأن صعقته تعم جميع الخلائق . وقرأ الجمهور : يصعقون ، بفتح الياء . وقرأ عاصم وابن عامر وزيد بن عليّ وأهل مكة : في قول شبل بن عبادة ، وفتحها أهل مكة ، كالجمهور في قول إسماعيل . وقرأ السلمي : بضم الياء وكسر العين ، من أصعق رباعياً .
الطور : ( 47 ) وإن للذين ظلموا . . . . .
( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ( : أي لهؤلاء الظلمة ، ( عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ( : أي دون يوم القيامة وقبله ، وهو يوم بدر والفتح ، قاله ابن عباس وغيره . وقال البراء بن عازب وابن عباس أيضاً : هو عذاب القبر . وقال الحسن وابن زيد : مصائبهم في الدنيا . وقال مجاهد : هو الجوع والقحط ، سبع سنين .
الطور : ( 48 ) واصبر لحكم ربك . . . . .
( فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ( : عبارة عن الحفظ والكلاءة ، وجمع لأنه أضيف إلى ضمير الجماعة ، وحين كان الضمير مفرداً ، أفرد العين ، قال تعالى : ) وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِى ). وقرأ أبو السمال : بأعيننا ، بنون واحدة مشدّدة . ) وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ ( ، قال أبو الأحوص عوف بن مالك : هو التسبيح المعروف ، وهو قول سبحان الله عند كل قيام . وقال عطاء : حين تقوم من كل مجلس ، وهو قول ابن جبير ومجاهد . وقال ابن عباس : حين تقوم من منامك . وقيل : هو صلاة التطوع . وقيل : الفريضة . وقال الضحاك : حين تقوم إلى الصلاة تقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، تبارك اسمك ، وتعالى جدّك ، ولا إله غيرك . وقال زيد بن أسلم : حين تقوم من القائلة والتسبيح ، إذ ذاك هو صلاة الظهر . وقال ابن السائب : اذكر الله بلسانك حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة .
الطور : ( 49 ) ومن الليل فسبحه . . . . .
( وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبّحْهُ ( : قبل صلاة المغرب والعشاء . ) وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ( : صلاة الصبح . وعن عمرو وعليّ وأبي هريرة والحسن : إنها النوافل ، ( وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ( : ركعتا الفجر . وقرأ سالم بن أبي الجعد والمنهال بن عمرو ويعقوب : وأدبار ، بفتح الهمزة ، بمعنى : وأعقاب النجوم .

الصفحة 150