" صفحة رقم 26 "
ونحو من هذا التخريج قول من قال : لجعلنا من الأنس ملائكة ، وإن لم تجر العادة بذلك . والجواهر جنس واحد ، والاختلاف بالأوصاف . ) يَخْلُفُونَ ( ، قال السدي : يكونون خلفاءكم . وقال قتادة : يخلف بعضهم بعضاً . وقال مجاهد : في عمارة الأرض . وقيل : في الرسالة بدلاً من رسلكم .
الزخرف : ( 61 - 63 ) وإنه لعلم للساعة . . . . .
والظاهر أن الضمير في : ) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لّلسَّاعَةِ ( يعود على عيسى ، إذ الظاهر في الضمائر السابقة أنها عائدة عليه . وقال ابن عباس : ومجاهد ، وقتادة ، والحسن ، والسدي ، والضحاك ، وابن زيد : أي وإن خروجه لعلم للساعة يدل على قرب قيامها ، إذ خروجه شرط من أشراطها ، وهو نزوله من السماء في آخر الزمان . وقال الحسن ، وقتادة أيضاً ، وابن جبير : يعود على القرآن على معنى أن يدل إنزاله على قرب الساعة ، أو أنه به تعلم الساعة وأهوالها . وقالت فرقة : يعود على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) ، إذ هو آخر الأنبياء ، تميزت الساعة به نوعاً وقدراً من التمييز ، ونفى التحديد التام الذي انفرد الله تعالى بعلمه . وقرأ الجمهور : لعلم ، مصدر علم . قال الزمخشري : أي شرط من أشراطها تعلم به ، فسمى العلم شرطاً لحصول العلم به . وقرأ ابن عباس ، وأبو هريرة ، وأبو مالك الغفاري ، وزيد بن علي ، وقتادة ، ومجاهد ، والضحاك ، ومالك بن دينار ، والأعمش ، والكلبي . قال ابن عطية ، وأبو نصرة : لعلم ، بفتح العين واللام ، أي لعلامة . وقرأ عكرمة به . قال ابن خالويه ، وأبو نصرة : للعلم ، معرفاً بفتحتين .
( فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا ( : أي لا تشكون فيها ، ( وَاتَّبِعُونِ هَاذَا ( : أي هداي أو شرعي . وقيل : أي قل لهم يا محمد : واتبعوني هذا ، أي الذي أدعوكم له ، أو هذا القرآن ؛ كان الضمير في قال القرآن ، ثم حذرهم من إغواء الشيطان ، ونبه على عداوته ) بِالْبَيِّنَاتِ ( : أي المعجزات ، أو بآيات الإنجيل الواضحات . ) بِالْحِكْمَةِ ( : أي بما تقتضيه الحكمة الإلهية من الشرائع . قال السدي : بالحكمة : النبوة . وقال أيضاً : قضايا يحكم بها العقل . وذكر القشيري والماوردي : الإنجيل . وقال الضحاك : الموعظة . ) وَلابَيّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ( : وهو أمر الديانات ، لأن اختلافهم يكون فيها ، وفي غيرها من الأمور التي لا تتعلق بالديانات . فأمور الديانات بعض ما يختلفون فيه ، وبين لهم في غيره ما احتاجوا إليه . وقيل : بعض ما يختلفون فيه من أحكام التوراة . وقال أبو عبيدة : بعض بمعنى كل ، ورده الناس عليه . وقال مقاتل : هو كقوله : ) وَلاِحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرّمَ عَلَيْكُمْ ( ، أي في الإنجيل : لحم الإبل ، والشحم من كل حيوان ، وصيد السمك يوم السبت . وقال مجاهد : بعض الذي يختلفون فيه من تبديل التوراة . وقيل : مما سألتم من أحكام التوراة . وقال قتادة : ولأبين لكم اختلاف القرون الذين تحزبوا في أمر عيسى في قوله : ) قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ ( ، وهم قومه المبعوث إليهم ، أي من تلقائهم ومن أنفسهم ، بان شرهم
الزخرف : ( 65 ) فاختلف الأحزاب من . . . . .
ولم يدخل عليهم الاختلاف من غيرهم . وتقدم الخلاف في اختلافهم في سورة مريم في قوله : ) فَاخْتَلَفَ الاْحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ).
) هَلْ يَنظُرُونَ ( : الضمير لقريش ، و ) أَن تَأْتِيهُمُ ( : بدل من الساعة ، أي إتيانها إياهم .
الزخرف : ( 66 - 67 ) هل ينظرون إلا . . . . .
( الاْخِلاء يَوْمَئِذٍ ( : قيل نزلت في أبيّ بن خلف وعقبة بن أبي معيط . والتنوين في يومئذ عوض عن الجملة المحذوفة ، أي يوم إذ تأتيهم الساعة ، ويومئذ منصوب بعد ، والمعنى : أنه ينقطع كل خلة وتنقلب الأخلة المتقين ، فإنها لا تزداد إلا قوّة . وقيل : ) إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ( : إلا المجتنبين أخلاء السوء ، وذلك أن أخلاء السوء كل منهم يرى أن الضرر دخل عليه من خليله ، كما أن المتقين يرى كل منهم النفع دخل عليهم من خليله .
الزخرف : ( 68 - 71 ) يا عباد لا . . . . .
وقرىء : يا عبادي ، بالياء ، وهو الأصل ، ويا عباد بحذفها ، وهو الأكثر ، وكلاهما في السبعة . وعن المعتمر بن سليمان : سمع أن الناس حين يبعثون ، ليس منهم أحد إلا يفزغ فينادي منادٍ ) الْمُتَّقِينَ ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ( ، فيرجوها الناس كلهم ، فيتبعها ) الَّذِينَ كَفَرُواْ ( ، قال : فييأس منها الكفار . وقرأ الجمهور : لا خوف ، مرفوع منون ؛ وابن محيصن : بالرفع من غير تنوين ؛ والحسن ، والزهري ، وابن أبي إسحاق ، وعيسى ، وابن يعمر : بفتحها من غير تنوين ، و ) الَّذِينَ كَفَرُواْ ( صفة ليا عبادي .
( تُحْبَرُونَ ( : تسرون سروراً يظهر حباره ، أي أثره على وجوهكم ، لقوله تعالى : ) تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ). وقال الزجاج : يكرمون إكراماً يبالغ فيه ، والحبرة : المبالغة فيما وصف بجميل وأمال أبو الحرث عن الكسائي . ) بِصِحَافٍ (