كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 8)

" صفحة رقم 40 "
وقاله الحوفي قبله . ) إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( : لا ينصر من عصاه ، الرحيم لمن أطاعه ومن عفا عنه .
الدخان : ( 43 - 46 ) إن شجرة الزقوم
) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ( : قرىء بكسر الشين ، وتقدم الكلام فيها في سورة الصافات . ) طَعَامُ الاْثِيمِ ( : صفة مبالغة ، وهو الكثير الآثام ، ويقال له : أثوم ، صفة مبالغة أيضاً ، وفسر بالمشرك . وقال يحيى بن سلام : المكتسب للإثم . وعن ابن زيدان : الأثيم هنا هو أبو جهل ، وقيل : الوليد . ) كَالْمُهْلِ ( : هو دردي الزيت ، أو مذاب الفضة ، أو مذاب النحاس ، أو عكر القطران ، أو الصديد ؛ أولها لابن عمر وابن عباس ، وآخرها لابن عباس . وقال الحسن : كالمهل ، بفتح الميم : لغة فيه . وعن ابن مسعود ، وابن عباس أيضاً : المهل : ما أذيب من ذهب ، أو فضة ، أو حديد ، أو رصاص . وقرأ مجاهد ، وقتادة ، والحسن ، والابنان ، وحفص : يغلي ، بالياء ، أي الطعام . وعمرو بن ميمون ، وأبو رزين ، والأعرج ، وأبو جعفر ، وشيبة ، وابن محيصن ، وطلحة ، والحسن : في رواية ، وباقي السبعة : تغلي بالتاء ، أي الشجرة . ) كَغَلْىِ ( : وهو الماء المسخن الذي يتطاير من غليانه .
الدخان : ( 47 - 49 ) خذوه فاعتلوه إلى . . . . .
( خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ ( ، يقال للزبانية : خذوه فاعتلوه ، أي سوقوه بعنف وجذب . وقال الأعمش : معنى اتعلوه : اقصفوه كما يقصف الحطب إلى سواء الجحيم . قال ابن عباس : وسطها . وقال الحسن : معظمها . وقرأ الجمهور : فاعتلوه ، بكسر التاء ، وزيد بن علي ، والابنان ، ونافع : بضمها ؛ والخلاف عن الحسن ، وقتادة ، والأعرج ، وأبي عمرو .
( ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ( : وفي الحج يصيب من فوق رؤوسهم الحميم ، والمصبوب في الحقيقة هو الحميم ، فتارة اعتبرت الحقيقة ، وتارة اعتبرت الاستعارة ، لأنه أذم من الحميم ، فقد صب ما تولد عنه من الآلام والعذاب ، فعبر بالمسبب عن السبب ، لأن العذاب هو المسبب عن الحميم ، ولفظة العذاب أهول وأهيب . ) ذُقْ ( : أي العذاب ، ( إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ( ، وهذا على سبيل التهكم والهزء لمن كان يتعزز ويتكرم على قومه . وعن قتادة ، أنه لما نزلت : ) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الاْثِيمِ ( ، قال أبو جهل : أتهددني يا محمد ؟ وإن ما بين لابتيها أعز مني ولا أكرم ، فنزلت هذه الآية ، وفي آخرها : ) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ( ، أي على قولك ، وهذا كما قال جرير : ألم تكن في رسوم قد رسمت بها
من كان موعظة يا زهرة اليمن
يقولها لشاعر سمى نفسه به في قوله : أبلغ كليباً وأبلغ عنك شاعرها
إني الأعز وإني زهرة اليمن
فجاء به جرير على جهة الهزء . وقرىء : إنك ، بكسر الهمزة .
الدخان : ( 50 ) إن هذا ما . . . . .
وقرأ الحسن بن علي بن أبي طالب على المنبر ، والكسائي بفتحها . ) إِنَّ هَذَا ( : أي الأمر ، أو العذاب ، ( مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ( : أي تشكون .
الدخان : ( 51 - 53 ) إن المتقين في . . . . .
ولما ذكر حال الكفار أعقبه بحال المؤمنين فقال : ) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ ). وقرأ عبد الله بن عمر ، وزيد بن علي ، وأبو جعفر ، وشيبة ، والأعرج ، والحسن ، وقتادة ، ونافع ، وابن عامر : في مقام ، بضم الميم ؛ وأبو رجاء ، وعيسى ، ويحيى ، والأعمش ، وباقي السبعة : بفتحها ؛ ووصف المقام بالأمين ، أي يؤمن فيه من الغير ، فكأنه فعيل بمعنى مفعول ، أي مأمون فيه ، قاله ابن عطية . وقال الزمخشري : الأمين ، من قولك : أمن الرجل أمانة ، فهو أمين ، وهو ضد الخائن ؛ فوصف به المكان استعارة ، لأن المكان المخيف كان يخوف صاحبه بما يلقى فيه من المكاره . وتقدم شرح السندس والإستبرق . وقرأ ابن محيصن : ) وَإِسْتَبْرَقٍ ( ، جعله فعلاً ماضياً . ) مُّتَقَابِلِينَ ( : وصف لمجالس أهل الجنة ، لا يستدبر بعضهم بعضاً في المجالس .
الدخان : ( 54 - 56 ) كذلك وزوجناهم بحور . . . . .
( كَذالِكَ ( : أي الأمر كذلك . وقرأ الجمهور : ) بِحُورٍ ( ، وعكرمة : بغير تنوين ، لأن العين تقسمن إلى حور وغير حور ، فهؤلاء من حور العين ، لا من شهلن مثلاً . ) فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا ( : أي الخدم

الصفحة 40