كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 8)

" صفحة رقم 486 "
الزمخشري : ونحو سينون بيرون في جواز الإعراب بالواو والياء ، والإقرار على الياء تحريك النون بحركات الإعراب ، انتهى . وقرأ عمر بن الخطاب وعبد الله وطلحة والحسن : سيناء بكسر السين والمد ؛ وعمر أيضاً وزيد بن علي : بفتحها والمد ، وهو لفظ سرياني اختلفت بها لغات العرب . وقال الأخفش : سينين : شجر واحده سينينة .
التين : ( 3 ) وهذا البلد الأمين
) وَهَاذَا الْبَلَدِ الاْمِينِ ( : هو مكة ، وأمين للمبالغة ، أي آمن من فيه ومن دخله وما فيه من طير وحيوان ، أو من أمن الرجل بضم الميم أمانة فهو أمين ، وأمانته حفظه من دخله ولا ما فيه من طير وحيوان ، أو من أمن الرجل بضم الميم أمانة فهو أمين ، كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه . ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من أمنه لأنه مأمون الغوائل . كما وصف بالآمن في قوله : ) حَرَماً ءامِناً ( بمعنى ذي أمن . ومعنى القسم بهذه الأشياء إبانة شرفها وما ظهر فيها من الخير بسكنى الأنبياء والصالحين . فمنبت التين والزيتون مهاجر إبراهيم عليه السلام ومولد عيسى ومنشأه ، والطور هو المكان الذي نودي عليه موسى عليه السلام ، ومكة مكان مولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ) ومبعثه ومكان البيت الذي هو هدى للعالمين .
التين : ( 4 ) لقد خلقنا الإنسان . . . . .
( فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( ، قال النخعي ومجاهد وقتادة : حسن صورته وحواسه . وقيل : انتصاب قامته . وقال أبو بكر بن طاهر : عقله وإدراكه زيناه بالتمييز . وقال عكرمة : شبابه وقوته ، والأولى العموم في كل ما هو أحسن . والإنسان هنا اسم جنس ، وأحسن صفة لمحذوف ، أي في تقويم أحسن .
التين : ( 5 - 6 ) ثم رددناه أسفل . . . . .
( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ( ، قال عكرمة والضحاك والنخعي : بالهرم وذهول العقل وتغلب الكبر حتى يصير لا يعلم شيئاً . أما المؤمن فمرفوع عنه القلم والاستثناء على هذا منقطع ، وليس المعنى أن كل إنسان يعتريه هذا ، بل في الجنس من يعتريه ذلك . وقال الحسن ومجاهد وأبو العالية وابن زيد وقتادة أيضاً : ) أَسْفَلَ سَافِلِينَ ( في النار على كفره ، ثم استثنى استثناء متصلاً . وقرأ الجمهور : سافلين منكراً ؛ وعبد الله : السافلين معرفاً بالألف واللام . وأخذ الزمخشري أقوال السلف وحسنها ببلاغته وانتفاء ألفاظه فقال : في أحسن تعديل لشكله وصورته وتسوية أعضائه ، ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويمة السوية ، إذ رددناه أسفل من سفل خلقاً وتركيباً ، يعني أقبح من قبح صورة وأشوهه خلقة ، وهم أصحاب النار . وأسفل من سفل من أهل الدركات . أو ثم رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين أسفل من سفل في حسن الصورة والشكل ، حيث نكسناه في خلقه ، فقوس ظهره بعد اعتداله ، وابيض شعره بعد سواده ، وتشنن جلده وكان بضاً ، وكلّ سمعه وبصره وكانا حديدين ، وتغير كل شيء فيه ، فمشيه دلف ، وصوته خفات ، وقوته ضعف ، وشهامته خرف ، . انتهى ، وفيه تكثير . وعلى أن ذلك الرد هو إلى الهرم ، فالمعنى : ولكن الصالحين من الهرمي لهم ثواب دائم غير منقطع على طاعتهم وصبرهم على ابتلاء الله بالشيخوخة والهرم . وفي الحديث : ( إذا بلغ مائة ولم يعمل كتب له مثل ما كان يعمل في صحته ولم تكتب عليه سيئة ) ، وفيه أيضاً : ( أن المؤمن إذا رد لأرذل العمر كتب له ما كان يعمل في قوته ) ، وذلك أجر غير ممنون وممنوع مقطوع ، أي محسوب يمن به عليهم .
التين : ( 7 ) فما يكذبك بعد . . . . .
والخطاب في ) فَمَا يُكَذّبُكَ ( للإنسان الكافر ، قاله الجمهور ، أي ما الذي يكذبك ، أي يجعلك مكذباً بالدين تجعل لله أنداداً وتزعم أن لا بعث بعد هذه الدلائل ؟ وقال قتادة والأخفش والفراء : قال الله لرسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ) : فإذا الذي يكذبك فيما تخبر به من الجزاء والبعث وهو الدين بعد هذه العبرة التي توجب النظر فيها صحة ما قلت .
التين : ( 8 ) أليس الله بأحكم . . . . .
( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ( : وعيد للكفار وإخبار بعدله تعالى .

الصفحة 486