كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 8)

" صفحة رقم 529 "
112
( سورة الإخلاص )
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
2 ( ) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ( ) ) 2
) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ).
الإخلاص : ( 1 ) قل هو الله . . . . .
الصمد : فعل بمعنى مفعول من صمد إليه إذا قصده ، وهو السيد المصمود إليه في الحوائج ويستقل بها ، قال : ألا بكر الناعي بخير بني أسد
بعمرو بن مسعود بالسيد الصمد
وقال آخر : علوته بحسام ثم قلت له
خذها خزيت فأنت السيد الصمد
الكفو : النظير .
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ).
هذه السورة مكية في قول عبد الله والحسن وعكرمة وعطاء ومجاهد وقتادة ، مدنية في قول ابن عباس ومحمد بن كعب وأبي العالية والضحاك .
ولما تقدم فيما قبلها عداوة أقرب الناس إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ) ، وهو عمه أبو لهب ، وما كان يقاسي من عباد الأصنام الذين اتخذوا مع الله آلهة ، جاءت هذه السورة مصرحة بالتوحيد ، رادة على عباد الأوثان والقائلين بالثنوية وبالتثليث وبغير ذلك من المذاهب المخالفة للتوحيد .
وعن ابن عباس ، أن اليهود قالوا : يا محمد صف لنا ربك وانسبه ، فنزلت . وعن أبي العالية ، قال قادة الأحزاب : انسب لنا ربك ، فنزلت . فإن صح هذاالسبب ، كان هو ضميراً عائداً على الرب ، أي ) قُلْ هُوَ اللَّهُ ( أي ربي الله ، ويكون مبتدأ وخبراً ، وأحد خبر ثان . وقال الزمخشري : وأحد يدل من قوله : ) اللَّهِ ( ، أو على هو أحد ، انتهى . وإن لم يصح السبب ، فهو ضمير الأمر ، والشان مبتدأ ، والجملة بعده مبتدأ وخبر في موضع خبر هو ، وأحد بمعنى واحد ، أي فرد من جميع جهات الوحدانية ، أي في ذاته وصفاته لا يتجزأ . وهمزة أحد هذا بدل من واو ، وإبدال الهمزة مفتوحة من الواو قليل ، من ذلك امرأة إناة ، يريدون وناة ، لأنه من الوني وهو الفتور ، كما أن أحداً من الوحدة . وقال ثعلب : بين واحد وأحد فرق ، الواحد يدخله العدد والجمع والاثنان ، والأحد لا يدخله . يقال : الله أحد ، ولا يقال : زيد أحد ، لأن الله خصوصية له الأحد ، وزيد تكون منه حالات ، انتهى . وما ذكر من أن أحداً لا يدخله ما ذكر منقوض بالعدد . وقرأ أبان بن عثمان ، وزيد بن علي ، ونصر بن عاصم ، وابن سيرين ، والحسن ، وابن أبي إسحاق ، وأبو السمال ، وأبو عمرو في رواية يونس ، ومحبوب ،

الصفحة 529