كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 8)

" صفحة رقم 72 "
بالعطب ، كما روي أن أعرابياً كان يوالي رمي الصيد فينفلت منه فيقول : أولى لك رمي صيداً فقاربه ثم أفلت منه ، وقال : فلو كان أولى يطعم القوم صيدهم ولكن أولى يترك القوم جوّعا
والأكثرون على أنه اسم ، فقيل : هو مشتق من الولي ، وهو القرب ، كما قال الشاعر :
تكلفني ليلى وقد شط وليها
وعادت عواد بيننا وخطوب
وقال الجرجاني : هو ما حول من الويل ، فهو أفعل منه ، لكن فيه قلب . الضغن والضغينة : الحقد . قال عمرو بن كلثوم :
فإن الضغن بعد الضغن يغشو
عليك ويخرج الداء الدفينا
وقد ضغن بالكسر ، وتضاغن القوم وأضغنوا : بطنوا الأحقاد . وقد ضغن عليه ، وأضغنت الصبي : أخذته تحت حضنك ، وأنشد الأحمر :
كأنه مضغن صبيا
وقال ابن مقبل :
ما اضطغنت سلاحي عند معركها
وفرس ضاغن : لا يعطي ما عنده من الجري إلا بالضرب . وأصل الكلمة من الضغن ، وهو الالتواء والاعوجاج في قوائم الدابة والقناة وكل شيء . وقال بشر :
كذات الضغن تمشي في الزقاق
وأنشد الليث :
إن فتاتي من صليات القنا
ما زادها التثقيف إلا ضغنا
والحقد في القلب يشبه به . وقال قطرب :
والليث أضغن العداوة
قال الشاعر : قل لابن هند ما أردت بمنطق
نشأ الصديق وشيد الأضغانا

الصفحة 72