كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 8)

وفيها: "وخرجت عليهم طير من البحر، لها خراطيم كأنها البلس (¬١)، شبيهة بالوطاويط، حمر وسود ... فرمتهم بحجارة مدحرجة كالبنادق، تقع في رأس الرجل، وتخرج من جوفه".
وفيما ذكره البغوي عن مقاتل: " ... وكان يقع الحجر على بيضة أحدهم فيخرقها حتى يقع في دماغه، ويخرق الفيل والدابة، ويغيب الحجر في الأرض من شدة وقعه" (¬٢).
قال عبد الرحمن: أما الزيادة في أثر عبيد بن عمير، فالواقدي
متروك (¬٣)، وقيس ضعيف (¬٤)، وأبو معاوية والأعمش مدلسان.
وأما نسبة بعض ذلك الكلام إلى ابن مسعود، فلا أدري ما مستنده. وأما رواية ابن لهيعة عن عقيل عن عثمان، فابن لهيعة ضعيف ويدلس (¬٥). نعم،
---------------
(¬١) كذا في الدلائل. والبلَسَ: ثمر كالتين، والتين نفسه. والبُلُس: العدس. وفي سيرة ابن هشام (١/ ٥٣): " ... طيرًا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان". وفي المجموع المغيث (١/ ١٨٥): "في حديث ابن عباس: بعث الله الطير ... كالبلسان". وفي شرح السيرة للخشني (١٨): "والخطاطيف والبَلَشون: ضربان من الطير". والبلشون: مالك الحزين (الحيوان للدميري (٣/ ٧١٣) عن ابن برّي). والظاهر أن البلسان بالمهملة لغة فيه كالبلشان بالمعجمة والبلزان بالزاي. انظر معجم الحيوان لمعلوف (٢٠، ١٢٥). أما "البلس" في الدلائل فلعله تحريف "البلسان". هذا، وقال عبّاد بن موسى في شرح البلسان: "أظنها الزرازير" كما في المجموع المغيث، ومنه في النهاية لابن الأثير (١/ ١٥٢) وأراه بعيدًا.
(¬٢) تفسير البغوي بهامش الخازن (٧/ ٣٤٤). [المؤلف].
(¬٣) راجع تهذيب التهذيب (٩/ ٣٦٣ فما بعدها). [المؤلف].
(¬٤) أيضًا (٥/ ٣٩١ فما بعدها). [المؤلف].
(¬٥) أيضًا (٥/ ٣٧٣ فما بعدها). [المؤلف].

الصفحة 43