كتاب الأصل للشيباني ط قطر (اسم الجزء: 7)

قلت: أرأيت مشركي العرب من لم يرد منهم الإسلام هل يَقبل منهم الصلح ويكونون ذمة؟ قال: لا يَقبل ذلك منهم، ولكن يَدعوهم إلى الإسلام، فإن أسلموا قَبِل ذلك منهم، وإلا يأخذونهم (¬1)؛ لأنه بلغنا أن الحكم فيهم كذلك، وليسوا كغيرهم من المسلمين. [قلت]: وإن ظهر المسلمون فسبوا النساء والذراري وأسروا الرجال كيف الحكم فيهم؟ قال: أما النساء والأولاد ففيء يقسمون كما تقسم (¬2) الغنيمة بعدما يرفع منهم الخمس، وأما الرجال فمن أسلم منهم فهو حر لا سبيل عليه، ومن أبى أن يسلم قتل.
قلت: وكيف الحكم في أهل الكتاب من العرب؟ قال: الحكم فيهم كالحكم في سائر المشركين.
...

باب القوم يرتدون مع المسلمين في أرض الحرب
قلت: أرأيت القوم يغزون أرض الحرب فارتد منهم طائفة، فاعتزلوا عسكرهم وحاربوا ونابذوهم، فيصيب المسلمون غنيمة من أهل الشرك، ويصيب (¬3) أولئك المرتدون أيضاً غنيمة من أهل الشرك، ثم إن أولئك المرتدين (¬4) أسلموا وتابوا قبل أن يخرجوا من دار الحرب، هل يشاركون (¬5) المسلمين في غنائمهم؟ (¬6) قال: لا. قلت: وما كانوا أصابوه فهو لهم خاصة؟ قال: نعم. قلت: فإن لقوا العدو بعد ذلك فقاتلوهم جميعاً هل يشارك بعضهم بعضاً فيما أصابوا؟ قال: نعم.
...
¬__________
(¬1) ز: يأخذوهم.
(¬2) ز: يقسم.
(¬3) ف - ويصيب.
(¬4) ز: المرتدون.
(¬5) ز: هل يشاركوا.
(¬6) م ط: في غنائهم.

الصفحة 509