كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 8)

- وفي رواية: «عن ابن شهاب، قال: أخبرني أَنس بن مالك؛ أنه اجتمع لغزوة أذربيجان وأرمينية أهل الشام وأهل العراق، فتذاكروا القرآن، فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم قتال، قال: فركب حذيفة بن اليمان لما رأى اختلافهم في القرآن إلى عثمان بن عفان، فقال: إن الناس قد اختلفوا في القرآن، حتى إني والله لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف، ففزع لذلك عثمان، رضوان الله عليه، فزعا شديدا، وأرسل إلى حفصة فاستخرج الصحف التي كان أَبو بكر أمر زيدا بجمعها، فنسخ منها المصاحف، فبعث بها إلى الآفاق، ثم لما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن الصحف ليمزقها، وخشي أن يخالف بعض العام بعضا، فمنعته إياها.
قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله، قال: لما توفيت حفصة، أرسل إلىعبد الله بن عمر بعزيمة ليرسل بها، فساعة رجعوا من جِنازة حفصة أرسل

⦗٣٠٤⦘
ابن عمر إلى مروان فحرقها، مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان، رضي الله عنه» (¬١).
- ليس فيه المرفوع من الحديث (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لابن حبان (٤٥٠٧).
(¬٢) المسند الجامع (٣٨٧٩)، وتحفة الأشراف (٣٧٠٣ و ٩٧٨٣)، وأطراف المسند (٢٤٥١).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (٦١٠)، والطبراني (٣٧١٢ و ٤٨٤١ و ٤٨٤٢)، والبيهقي ٢/ ٤١، والبغوي (١٢٣١ و ٣٩٨٦).
• حديث عبيد بن السباق؛ أَن زيد بن ثابت الأَنصاري، رضي الله عنه، وكان ممن يكتب الوحي، قال:
«أَرسل إِلي أَبو بكر مقتل أَهل اليمامة، وعنده عمر، فقال أَبو بكر: إِن عمر أَتاني، فقال: إِن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإِني أَخشى أَن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إِلا أَن تجمعوه، وإِني لأَرى أَن تجمع القرآن، قال أَبو بكر: قلت لعمر: كيف أَفعل شيئا لم يفعله رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه، حتى شرح الله لذلك صدري، ورأَيت الذي رأَى عمر، قال زيد بن ثابت: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أَبو بكر: إِنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أَثقل علي مما أَمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صَلى الله عَليه وسَلم؟ فقال أَبو بكر: هو والله خير، فلم أَزل أُراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أَبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أَجمعه من الرقاع والأَكتاف والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأَنصاري، لم أَجدهما مع أَحد غيره؛ {لقد جاءكم رسول من أَنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم} إِلى آخرهما، وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أَبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر».
- رواه إِبراهيم بن سعد، وإِبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أَبي حمزة، وعبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت، ويأتي في مسند أبي بكر الصِّدِّيق، رضي الله تعالى عنه، برقم (١١٩٨١)، وانظر فوائده وقول الدَّارَقطني في «العلل» (١٣)، هناك لزاما.
٤١٣٦ - عن عبد الله بن يزيد الأَنصاري، عن زيد بن ثابت، قال:
«لما خرج رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إِلى أُحد، خرج معه ناس، فرجعوا، قال: فكان أَصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فيهم فرقتين؛ قالت فرقة: نقتلهم، وفرقة قالت: لا نقتلهم، فنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أَركسهم بما كسبوا} قال: فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إِنها طيبة، وإِنها تنفي الخبث، كما تنفي النار خبث الفضة» (¬١).
- وفي رواية: «عن زيد بن ثابت، أَن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم خرج إِلى أُحد، فرجع أُناس خرجوا معه، فكان أَصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فيهم فرقتان، فرقة تقول بقتلهم، وفرقة تقول: لا، فأَنزل الله، عز وجل: {فما لكم في المنافقين فئتين} فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إِنها طيبة، وإِنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة» (¬٢).
- وفي رواية: «لما خرج النبي صَلى الله عَليه وسَلم إِلى أُحد، رجع ناس من أَصحابه، فقالت فرقة: نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم، فنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين}، وقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: إِنها تنفي الرجال، كما تنفي النار خبث الحديد» (¬٣).

⦗٣٠٥⦘
- وفي رواية: «لما خرج النبي صَلى الله عَليه وسَلم إِلى أُحد، رجع ناس ممن خرج معه، وكان أَصحاب النبي صَلى الله عَليه وسَلم فرقتين، فرقة تقول نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم، فنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أَركسهم بما كسبوا}، وقال: إِنها طيبة، تنفي الذنوب، كما تنفي النار خبث الفضة» (¬٤).
- وفي رواية: «عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إِنها طابة، وإِنها تنفي الخبث، يعني: المدينة» (¬٥).
---------------
(¬١) اللفظ لابن أبي شيبة (٣٧٩٤٤).
(¬٢) اللفظ لأحمد (٢١٩٣٥).
(¬٣) اللفظ للبخاري (١٨٨٤).
(¬٤) اللفظ للبخاري (٤٠٥٠).
(¬٥) اللفظ لابن أبي شيبة (٣٣٠٩٧).

الصفحة 304