كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 8)

٤٢٣١ - عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، عن سراقة بن مالك بن جعشم، قال:
«حضرت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقيد الأب من ابنه، ولا يقيد الابن من أبيه».
أخرجه التِّرمِذي (١٣٩٩) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا المثنى بن الصباح، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره (¬١).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ لا نعرفه من حديث سراقة، إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح، رواه إسماعيل بن عياش، عن المثنى بن الصباح، والمثنى بن الصباح يضعف في الحديث.
وقد روى هذا الحديث أَبو خالد الأحمر، عن الحجاج بن أَرطَاة، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
وقد روي هذا الحديث عن عَمرو بن شعيب مرسلا، وهذا حديث فيه اضطراب.
---------------
(¬١) المسند الجامع (٣٩٩٨)، وتحفة الأشراف (٣٨١٨).
والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (٣٢٧٨).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ المُثَنى بن الصَّبَّاح اليَمَاني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (٣٤).
- وإِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (١٨٨٦).
- وقال التِّرمِذي: سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث، فقال: هو حديث إسماعيل بن عياش، وحديثه عن أهل العراق، وأهل الحجاز، كأنه شبه لا شيء، ولا يعرف له أصل. «ترتيب علل التِّرمِذي الكبير» (٣٩٣).
٤٢٣٢ - عن مالك بن مالك بن جعشم، أنه سمع سراقة بن جعشم يقول:
«جاءنا رسل كفار قريش، يجعلون في رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأَبي بكر، دية كل واحد منهما من قتله، أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج، أقبل

⦗٤٤٣⦘
رجل منهم، حتى قام علينا، ونحن جلوس، فقال: يا سراقة، إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل، أراها محمدا وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا، وفلانا، انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي، وهي من وراء أكمة، فتحبسها علي، وأخذت رمحي، فخرجت به من ظهر البيت، فحططت بزجه الأرض، وخفضت عاليه، حتى أتيت فرسي، فركبتها فرفعتها تقرب بي، حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها، أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره، فركبت فرسي، وعصيت الأزلام، تقرب بي (¬١)، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو لا يلتفت، وأَبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت، فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة، إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي، حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم، أن سيظهر أمر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني، ولم يسألاني، إلا أن قال: أخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب في رقعة من أديم، ثم مضى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم» (¬٢).
---------------
(¬١) قوله: تقرب بي؛ التقريب، السير دون العدو، وفوق العادة، وقيل: أن ترفع الفرس يديها معا، وتضعهما معا. «فتح الباري» ٧/ ٢٤١.
(¬٢) اللفظ للبخاري.

الصفحة 442