كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 8)

أيها المسلمونَ: وحين نتحدثُ عن فشلِ اليهود، فلا بد أن نتحدثَ كذلكَ عن تسليطِ الأممِ والقوى على يهودَ .. ومنذُ أن سحقَهم بختنصَّر، ثمّ كانوا في قهرِ الملوكِ اليونانيين والكُشدانيين، والكُلدانيين ثم صاروا في قهرِ النصارى .. حتى انتهى أمرُهم إلى النازيين.
بل وعموم الأوروبيين - فقد كان للإنجليز والفرنسيين والأسبان مواقفُ مشينةٌ معهم، بل والأمريكان في بدايةِ تأسيسِهِم لولاياتهم، ويكفي أن تستمعَ إلى خطابِ (فرانكلين) رئيسِ أمريكا الأسبق حين قال في أوّلِ خطابٍ بعد الاستقلال عام 1879 م: «إنّ هؤلاءِ اليهودَ هم أبالسةُ الجحيمِ وخفافيشُ الليل، ومصَّاصو دماءِ الشعوبِ. أيها السادة: اطردوا هذه الطغمةَ الفاجرةَ من بلادنا قبلَ فواتِ الأوانِ ضمانًا لمصلحةِ الأمةِ وأجيالِها القادمةِ، وإلا فإنكم سترونَ بعدَ قرنٍ واحدٍ أنهم أخطرُ مما تفكرون .. إلى أن يُقول: ثِقوا أنكم إذا لم تتخذوا هذه القرارَ فورًا، فإنّ الأجيالَ الأمريكيّة القادمةَ ستلاحقُكم بلعناتِها، وهي تئنّ تحتَ أقدامِ اليهودِ» (¬1).
وهم اليومَ وغدًا ينتظرونَ وعدَ اللهِ فيهم بالسّوْمِ والعذابِ إلى يومِ يبعثونَ، وفي ذلك يقول ربّنا: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} (¬2).
وفي خبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن آخِرَ أمرِهم أنهم يخرجونَ ليكونوا أنصارَ الدجّال، فيقتلُهم المسلمونَ مع عيسى ابن مريم عليه السلامُ - وذلك آخر الزمان» (¬3).
ولا بد ثالثًا - وقبل المواجهةِ مع يهودَ - أن نعلمَ شيئًا من أوصافِ اللهِ لهم،
¬_________
(¬1) د. مصطفى مسلم، معالم قرآنية في الصراع مع اليهود (205 - 221).
(¬2) سورة الأعراف، الآية: 167.
(¬3) تفسير ابن كثير عند آية الأعراف: 3/ 497.

الصفحة 16