كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 8)
على ما توهمت، وقيل: (ضحكت) فحاضت، وقرأ محمد بن زيادٍ الأعرابى: "فَضَحِكَتْ" بفتح الحاء.
(إسحاق يَعْقُوبَ) رفع بالابتداء، كأنه قيل: ومن وراء إسحاق يعقوب مولودٌ أو موجود، أي: من بعده، ......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: ((فَضَحِكَتْ) فحاضت): قال محيي السنة: "هو قول مجاهد وعكرمة، والعرب تقول: ضحكت الأرنب، أي: حاضت". الانتصاف: "يبعده: (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) ولو كان الحيض قبل البشارة لم يكن عجباً ولادة من تحيض، وهو معيار الحمل".
وقلت: طريان الحيض في غير إبانه أيضاً داخل في حكم التعجب، لأن الاستفهام في قولها: (أَأَلِدُ) وارد على تقدير الولادة بعد الحيض، والتعجب من هذه القضية ×××× للعادة المستمرة.
الراغب: "من قال: (فَضَحِكَتْ): حاضت، ليس تفسيراً له، كما تصوره بعضهم، وإنما ذلك تنصيصاً لحالها، وأن الله تعالى جعل ذلك أمارة لما بشرت به، فحاضت في الوقت لتعلم أن حملها ليس بمنكر؛ إذ كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها تحبل".
قوله: ("يعقوب" رفع بالابتداء): قرأ ابن عامر وحمزة وحفص: (يَعْقُوبَ) بالنصب، والباقون: بالرفع، قال الزجاج: "من نصب يحمل على موضع (فَبَشَّرْنَاهَا) على المعنى، أي:
الصفحة 133
656