كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 8)
وقرئ: (يَعْقُوبَ) بالنصب، كأنه قيل: ووهبنا لها إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، على طريقة قوله:
لَيْسُوا مُصْلِحِينَ عَشِيرَةً وَلَا نَاعِبٍ
الألف في (يا وَيْلَتى) مبدلةٌ من ياء الإضافة، وكذلك في «يا لهفاً» و «يا عجباً» وقرأ الحسن: "يا ويلتى" بالياء على الأصل، و (هذا بعلي شَيْخاً) نصبٌ بما دلّ عليه اسم الإشارة، وقرئ: "شيخ"؛ على أنه خبر مبتدأٍ محذوف، أي: هذا بعلي هو شيخ، .......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (ليسوا مصلحين عشيرة): أوله:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب إلا ببين غرابها
مضى شرحه، ووجه تشبيه الآية بالبيت: أن يقدر كأنه قيل: وهبنا له إسحاق، ثم عطف عليه "يعقوب"، أي: وهبنا يعقوب، كما أن الشاعر قدر أنه قال: "ليسوا بمصلحين"، فقال: "ولا ناعب"، فقدر في البيت المعدوم موجوداً، وفي الآية عكسه.
قوله: ("يا ويلتي" بالياء على الأصل): قال الزجاج: "في المصحف: "يا ويلتي" بالياء، والقراءة بالألف: إن شئت على التفخيم، وإن شئت على الإمالة، والأصل: "يا ويلتي"، فأبدل من الياء والكسرة: الألف، لأن الألف والفتح أخف من الياء".
قوله: (و (شَيْخاً) نصب بما دل عليه اسم الإشارة): قال الزجاج: "والحال ها هنا من
الصفحة 135
656