كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 8)

كما أنه إذا عرف منه أنه يتوب ويرعوى فلطف به: سمى إرشاداً وهداية.
وقيل: (أَنْ يُغْوِيَكُمْ): أن يهلككم؛ من غوىً الفصيل غوىً: إذا بشم فهلك، ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم.
قال الإمام: "هذا الشرط المؤخر في اللفظ مقدم في الوجود، فإذا قال الرجل لامرأته: أنت طالق إن دخلت الدار، كان المفهوم أن ذلك الطلاق من لوازم الدخول، فإذا قال بعده: إن أكلت الخبز، كان المعنى: أن تعلق الجزاء بذلك الشرط الأول مشروط بحصول الشرط الثاني، والشرط مقدم على المشروط في الوجود، فعلى هذا إن حصل الشرط الثاني تعلق الجزاء بذلك الشرط الأول، وإن لم يحصل الثاني لم يتعلق الجزاء بذلك الشرط الأول".
وقال في "الانتصاف": "ونظيره قول القائل: أنت طالق إن شربت إن أكلت، وهي مسألة اعتراض الشرط، والمنقول عن الشافعية أنها إن شربت ثم أكلت لم يحنث، وإن أكلت ثم شربت حنث، وهذا الفرق مبناه على جعل الجزاء للشرط الأخير لا الذي يليه، ثم جعلهما معاً جزاء للشرط الأول، وعليه إعراب الزمخشري هذه الآية".
وقال القاضي: "هذا جواب لما أوهموا من أن جداله كلام بلا طائل، وفيه دليل على أن إرادة الله يصح تعليقها بالإغواء، وأن خلاف مراده محال".
قوله: (إذا بشم)، الجوهري: "البشم: التخمة، وبشم الفصيل من كثرة شرب اللبن".

الصفحة 65