كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 8)

وقرئ مَجْراها وَمُرْساها بفتح الميم، من جرى ورسى، إما مصدرين أو وقتين أو مكانين. وقرأ مجاهد: "مجريها ومرسيها" بلفظ اسم الفاعل، مجروري المحل، صفتين لله.
فإن قلت: ما معنى قولك: جملة مقتضية؟ قلت: معناه: أن نوحاً عليه السلام أمرهم بالركوب، ثم أخبرهم بأن مجراها ومرساها بذكر اسم الله أو بأمره وقدرته.
ويحتمل أن تكون غير مقتضية بأن تكون في موضع الحال كقوله:
وَجَاؤُونَا بِهِمْ سَكَرٌ عَلَينَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (مجراها ومرساها): بفتح الميم: حمزة والكسائي، والباقون: بضمها، وقراءة مجاهد: شاذة.
قوله: (بفتح الميم؛ من: جرى ورسى): قال أبو البقاء: "مجرى ومرسى: بضم الميم؛ مصدر أجريت مجرى، وبفتحهما؛ مصدر جريت ورسيت".
قوله: (وجاؤونا بهم سكر علينا): تمامه:
فأجلى اليوم والسكران صاح
"بهم سكر": أي: سكرين، يعين: سكارى، بمعنى: غضاب علينا، "سكر": مبتدأ، و"بهم": خبر، والجملة حال- بلا واو- من ضمير "جاؤونا"، و"علينا" يتعلق بـ "سكر"، و"أجلى": بمعنى: جلى، أي: انكشف.

الصفحة 76