كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 8)

وثوابه وعقابه وقدرته على كل مقدور، وتبينوا تحتم طاعته عليهم وانقيادهم له، وهم يهابونه ويفزعون من التوقف دون الامتثال له والنزول على مشيئته على الفور من غير ريث، فكما يرد عليهم أمره كان المأمور به مفعولا لا حبس ولا إبطاء.
والبلع: عبارةٌ عن النشف. والإقلاع: الإمساك. يقال: أقلع المطر،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
له: فعلت كذا، وافعل كذا، ألا ترى أنك إذا قلت لمن هو مقبل عليك: يا زيد ما أحسن ما صنعت، كان أوكد مما إذا قلت: ما أحسن ما صنعت".
قوله: (والنزول على مشيئته على الفور من غير ريث): أي: بطء، هذا مبني على أن الأمر: هل يفيد الفور أم لا؟ فإن عند بعض الحنفية يفيده، قال صاحب "المفتاح": "الأمر والنهي حقهما الفور"، سيما المقام مقام العظمة والكبرياء وأن لا قول ثمة، بل هو التمثيل، قال المصنف في (كُنْ فَيَكُونُ) [البقرة: 117]: "لا قول ثمة، وإنما هو تمثيل أن ما قضاه وأراد كونه، فإنما يدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقف".
قوله: (فكما يرد عليهم): قال في "اللباب": وتستعمل الكاف للقران في الوقوع، نحو: كما حضر زيد قام عمرو، أي: اقترن القيام والحضور في الوقوع، فهما متشابهان في المقارنة في الوقوع.
قوله: (والبلع: عبارة عن النشف): استعار لغور الماء في الأرض: البلع الذي هو إعمال الجارحة في المطعوم، وإدخاله في الحلق.
قوله: (والإقلاع: الإمساك): خولف بين تفسير القرينتين؛ ليؤذن أن "البلع" جار مجرى

الصفحة 85