كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وفيها توفّي

جَبْر (¬1) بن عَتِيك
ابن قيس الأنصاري، وهو من الطبقة الأولى من بني [معاوية بن مالك بن عوف بن] عمرو بن عوف، وأمُّه جميلة بنت زيد الأنصارية، وكنيتُه أبو عبد الله.
شهدَ بدرًا، وأُحُدًا، والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآخَى بينَه وبين خبَّاب بن الأَرتّ، وكانت معه رايةُ بني معاوية بن مالك يوم الفتح.
ومرض، فعاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتوفي في سنة إحدى وستين وهو ابنُ أحدٍ وسبعين سنة.
وكان له من الولد عَتِيك، وعبدُ الله، وأمُّ ثابت؛ أمُّهم هَضْبَة بنتُ عَمرو بن مالك، من قيس عَيلان (¬2).
أسندَ جَبْر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي الصحابة آخر يقال له. جابر بن عَتِيك الأنصاري، روى عنه الإمام أحمد - رضي الله عنه - قال: [حدثنا رَوْح] حدثنا مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عَتِيك بن الحارث، عن عَتِيك، وهو جدُّ عبد الله بن [عبد الله أبو أمِّه، أنّه أخبره، أن جابر بن عَتِيك أخبره، أنَّ عبد الله بن] ثابت لما مات قالت ابنتُه: واللهِ إنْ كنتُ لأرجُو أن تكون شهيدًا. أَمَا إنَّك قد كنتَ قضيتَ جِهازَكَ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ قد أَوْقَعَ أَجْرَهُ على قَدْرِ نيَّته، وما تَعُدُّونَ الشهادةَ فيكم؟ " قالوا: قَتْل في سبيل الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيل الله: المقتولُ في سبيل الله شهيد (¬3)، والمَطْعُونُ شهيد، والغريقُ شهيد، وصاحبُ ذاتِ الجَنْبِ شهيد، والمَبْطُونُ شهيد، وصاحبُ الحريق شهيد، والذي يموتُ تحت الهَدْم شهيد، والمرأةُ تموتُ بِجُمْعٍ شهيدة" (¬4).
¬__________
(¬1) تحرف في (خ) إلى: حسين (وكذا في الوضع الآتي)، ونُسب فيها إلى جدّه.
(¬2) طبقات ابن سعد 3/ 434 - 435. وما سلف بين حاصرتين منه.
(¬3) لم ترد هذه العبارة في حديث "المسند". ولعل إيرادها وَهْم، فالكلام قبلها يدلُّ عليها.
(¬4) مسند أحمد (23753). وما سلف بين حاصرتين منه. قولها: قضيتَ جِهازَك، أي: أتممتَ ما تحتاج إليه في سفرك للغزو. والمطعون: الميت بالطاعون، وذات الجَنْب: هو التهاب في الغشاء المحيط بالرئة، والمبطون: =

الصفحة 115