وقال المسعودي: قتلوا من أصحاب الحسين - رضي الله عنه - أحدًا ومئتين نفسًا (¬1). ولم يحضر أحد من أهل الشام قتاله إلا كلُّهم من أهل الكوفة فيمن كاتبه (¬2)، وكانوا ستة آلاف مقاتل.
ذكر سنّ الحسين - عليه السلام -:
قال سفيان بن عيينة: قال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي - رضي الله عنهم -: قُتل الحُسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وتوفّي علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وتوفي أبي محمدٌ وهو ابنُ ثمان وخمسين سنة. قال: وأنا في هذه السنة ابنُ ثمان وخمسين (¬3). فمات فيها.
وقيل: عاش الحسين خمسًا وخمسين سنة.
وقيل: ستًّا وستين [سنة] (¬4) وأشهرًا.
قال المصنف رحمه الله: والتاريخ يُوضح مقدار عمره على الحقيقة من غير خلاف. وقد اتفقوا على أنه ولد في شعبان لليالٍ خلونَ منه في سنة أربع من الهجرة، وقُتل يومَ عاشوراء سنة إحدى وستين، فيكون عمره على التحقيق ستًّا وخمسين سنة وخمسة أشهر (¬5).
وقُتل [يوم عاشوراء] يوم الجمعة، وقيل: يوم السبت، وقيل: يوم الاثنين، وقيل: يوم الأحد. [وقيل: ] وكان قتلُه بين الظهر والعصر.
¬__________
(¬1) الذي في "مروج الذهب" 5/ 144 - 145 أنه قُتل مع الحسين بكربلاء سبعة وثمانون.
(¬2) عبارة السعودي في "مروج الذهب": وكان جميع من حضر مقتل الحسين من العساكر وحاربَه وتولّى قتله من أهل الكوفة خاصة، لم يحضرهم شامي.
(¬3) قوله: قال: وأنا في هذه السنة ... إلخ، هو من قول أبي جعفر محمد، ففي "طبقات ابن سعد" 7/ 318 عن جعفر بن محمد قال: "سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة بنت حسين شيئًا من صدقة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هذه تُوفِي لي ثمانيًا وخمسين. ومات لها". وأما جعفر فقد مات وهو ابنُ إحدى وسبعين سنة، كما في "طبقات ابن سعد" 7/ 544.
(¬4) كذا في (ب) و (خ) و (م). ونُسب الكلام في (م) لابن الجوزي في "صفة الصفوة". والذي فيه 1/ 763 أنه - رضي الله عنه - قُتل وهو ابنُ ستّ وخمسين سنة وخمسة أشهر. ونقل أيضًا ابن الجوزي في "المنتظم" 5/ 345 عن الفضل ابن دُكين أنه ابن خمس وستين أو ستّ وستين. ثم قال: وهذا لا وجه له.
(¬5) وهو ما ذكره ابن سعد في "الطبقات" 6/ 441، وابن الجوزي في "صفة الصفوة" 1/ 763.