[وقال أبو اليقظان: كان ذلك يوم الاثنين.
وقال الموفَّق رحمه الله: يوم الأحد. وقول ابن سعد: إنه الجمعة والسبت، أشهر] (¬1).
ووجدوا فيما أقبل من جسده ثلاثًا وثلاثين طعنة برمح، وأربعًا وثلاثين ضربة بالسيف، ومئة وعشرين رمية بسهم في جسده وثيابه (¬2)، وليس (¬3) في ظهره منها شيء.
ذكر إنفاذ رأس الحسين - رضي الله عنه - إلى ابن زياد:
وما هو إلا أن قُتل الحسين - رضي الله عنه -، فبعث عُمر بن سعد رأسَه من يومه ذلك إلى ابن زياد مع خولي بن يزيد وحميد بن مسلم الأزدي. فأقبلَ خَوْلي يريد القصر، فوجده مغلقًا، فأتى منزله، فوضعه تحت إجَّانة (¬4).
وله امرأتان، إحداهما من بني أسد، والأخرى من الحضرميين يقال لها: النوَّار بنت [مالك بن] عقرب، وكانت ليلةَ الحضرمية.
قال محمد بن السائب الكلبي: فحدثتني النوَّار قالت: أقبل خَولي برأس الحسين، فوضَعه تحت إجَّانةٍ في الدار، ثم دخل البيت، فأوى إلى فراشه، فقلت له: ما الخبر؟ قال: جئتُكِ بِغِنَى الأبد، هذا رأسُ الحسينُ بن علي في الدار معك. قالت: فقلت: ويلك! جاء الناس بالذهب والفضة، وجئتَ برأس ابنِ بنت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا واللهِ لا يجمع رأسي ورأسك بيتٌ أبدًا. قالت: وقمتُ من فراشي، فدخلتُ الدار. ودعا الأسديةَ، فأدخلها عليه، وجلستُ أنظر، فواللهِ مازلتُ أنظرُ إلى نورٍ يسطعُ مثلَ العمود من السماء إلى الإجَّانة. ورأيتُ طيورًا بيضًا تُرفرفُ حولَه، فلما أصبح غدا بالرأس إلى ابن زياد (¬5).
¬__________
(¬1) ينظر "طبقات ابن سعد" 6/ 441، و"التبيين في أنساب القرشيين" ص 130. والكلام بين حاصرتين من (م).
(¬2) ينظر "أنساب الأشراف" 2/ 501، و"تاريخ الطبري" 5/ 453، و"مروج الذهب" 5/ 146، وليس فيها قوله: مئة وعشرين رمية بسهم.
(¬3) في (ب) و (خ): وكان. والمثبت من (م).
(¬4) هو إناء تُغسل فيه الثياب.
(¬5) تاريخ الطبري 5/ 455. وما سلف بين حاصرتين منه. وينظر "أنساب الأشراف" 2/ 503.