كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

والرابع: أنه بالرَّقَّة في ناحية من المسجد الجامع؛ قال عبد الله بن عمرو الوراق [في كتاب "المقتل"]: لما حضر الرأس بين يدي يزيد قال: لأبعثنَّه إلى آل أبي معيط عوضًا عن رأس عثمان، وكانوا بالرّقَة. فبعث به إليهم، فدفنوه في بعض دورهم، ثم أُدخلت تلك الدار في الجامع. [قال: ] فهو إلى جانب سِدرةٍ هناك عليه قنديل، فلا يذهب شتاءً ولا صيفًا.
والخامس: أنه بخراسان بمرو.
[وهذا قول غريب، ذكره الحافظ السمعاني في "أماليه" وقال: رأس الحسين نُقل من دمشق إلى مَرْو، ودُفن بدار الإمارة، وهو قصر أبي مسلم.
قال: و] ذكر المُعافَى أنَّ أبا مسلم لمَّا استولى على الشام حوَّلَه من خزانة الرؤوس إلى مَرْو، وحشاه بالمسك، وكفَّنَه، وصلَّى عليه مرةً بعد مرَّة.
وقال كعب البرمكي: قال لي منصور بن طلحة بن طاهر بن الحسين في سنة ستٍّ وخمسين ومئتين ونحن بدار الإمارة بمَرْو: تريد أن أُرِيَك رأس الحسين؟ قلت: نعم. فأمر الغلمان، فحفروا مكانًا حتى بلغوا إلى وَهْدة، فنحَّى الغلمان وأخذ الآَلة بيده، وحفر حتى أفضى إلى طاق، وفيه سَفَط، ففتَحه، فإذا فيه رأسٌ محشوّ بالمسك؛ مكتوب على رقعة ملصقة فيه: هذا رأسُ الحسين بن عليّ بن أبي طالب [قال: ] فغلبنا البكاء، وصلَّينا عليه، ثم ردَّه إلى مكانه.
قال المصنف رحمه الله: أنشدني زين الدين (¬1) النحوي المصري -ويُعرف بابن قطنة- بمصر في سنة أربعين وستِّ مئة:
لا تطلبوا المولى الحسين ... بأرض شرقٍ أو بغربِ
ودعُوا الجميع وعرِّجُوا ... نحوي فمشهدُه بقلبي
¬__________
(¬1) في (ب) و (خ): بهاء الدين، والمثبت من (م) وهو الصواب، وهو أحمد بن عبد الله بن عزَّاز أبو العباس. ينظر "الوافي بالوفيات" 7/ 123.

الصفحة 170