كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

ودفع إلى سائل عشرة آلاف درهم، فقالت له فضَّة جاريتُه: أسرفتَ! فقال:
إذا جمعَتْ مالًا يداي ولم أنَلْ ... فلا انبسطَتْ كفِّي ولا نَهضَتْ رِجْلي
أريني بخيلًا نال خُلْدًا بِبُخْلِهِ ... وهاتي أَرِيني باذلًا ماتَ من بَذْلِ
على الله إخْلَافُ الذي أَتْلَفَتْ يدي ... فلا مُهْلِكي بَذْلي ولا مُخْلدي بُخْلي (¬1)
ذكر أولاد الحسين - رضي الله عنه -:
[قال علماء السِّيَر: ] كان له خمس ذكور وابنتان: علي الأكبر؛ قُتل مع أبيه بكربلاء، ولا عقب له، وأمُّه آمنة بنت أبي مرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمُّها بنتُ أبي سفيان بن حرب، وفيها يقول حسان بن ثابت:
طافَتْ بنا شمسُ النهارِ، ومَنْ رأَى ... من الناس شمسًا بالعشاء تطوفُ؟
بنو أمِّها أوْفَى قريشٍ بذمَّةٍ ... وأعمامُها إمَّا سأَلْتَ ثقيفُ (¬2)
وأما عليُّ الأصغر بنُ الحسين - رضي الله عنه -، فهو زين العابدين، والنسلُ له، وأمُّه أمُّ ولد، يقال لها: السُّلافة. وقيل: غزالة، سنديَّة.
وأما جعفر بن الحسين؛ فمات صغيرًا، ولا بقيَّة له، وأمُّه السلافة؛ امرأة من قُضاعة.
وأما عبد الله؛ فقُتل يوم الطَّفِّ مع أبيه، وأمُّه الرَّباب بنتُ امرئ القيس بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عُليم، وهي أمُّ سُكَينة بنتِ الحسين، وفيهما يقول الحسين - رضي الله عنه -:
لعمركَ إنني لَأُحِبُّ دارًا ... تَحُلُّ بها سُكينةُ والرَّبابُ
أُحبِّهمُ وأبذُل فوق جهدي ... وليس لعاتبٍ عندي عتابُ
ولستُ لهم وإنْ عَتِبُوا مطيعًا ... حياتي أو يغيِّبني الترابُ (¬3)
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 60/ 382 (طبعة مجمع دمشق).
(¬2) طبقات ابن سعد 6/ 399.
(¬3) طبقات ابن سعد 6/ 400، ونسب قريش ص 59.

الصفحة 182