كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

إنِّي لَأَحْسِبُني أو كِدْتُ أعلمُهُ ... أنْ سوف تُوردُني الحوضَ الذي وردوا (¬1)
وقال أيضًا:
فيا وَيحَ نفسي حَسْبُ نفسي الذي بها ... ويا وَيحَ أهلي ما أُصِيبُ به أهلي
ولو تركتْ عقلي معي ما طَلَبْتُها ... ولكنْ طِلَابِيها لِمَا فاتَ من عقلي
خليليَّ فيما عِشتُما هَلْ رَأَيتُما ... قتيلًا بكى من حُبِّ قاتلِهِ مثلي (¬2)
[وقال ابن عساكر: روى جميل الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإسنادُه عن أنس بن مالك. فقال محمد بن راشد: قلتُ لجميل: لو قرأتَ القرآن لكان أعْوَدَ عليك من الشعر. فقال: حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من الشِّعر لحكمة" أو: لحكمًا] (¬3).

حُبَيْش بن دُلَجَة القَيْني
كان من وجوه أهل الشام، من أهل الأردنّ، شهد صِفِّين مع معاوية، وكان على قُضاعة (¬4) الأردنّ يومئذ، وولَّاه يزيد بن معاوية على أهل الأردنّ لمَّا وجَّههم إلى أهل الحَرَّة من زِيزا (¬5).
وهو أوَّلُ أمير أكلَ على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقتلَه حَنْتَف بن السِّجف بن سَعْد (¬6) بن عوف التميمي.
وقيل: رماه يزيد بن سِياه الأسواري بِنُشَّابَة فقتله (¬7)، وذلك غرَّة رمضان سنة خمس وستين، وقُتل معه عبد الله بنُ مروان، وعُبيد الله بنُ الحَكَم، وهرب الباقون (¬8).
¬__________
(¬1) بنحوه في "تاريخ دمشق" 4/ 16 - 17، وفيه زيادة بيت، وليس فيه البيت الأول.
(¬2) ينظر "الشعر والشعراء" 1/ 443 - 444، و"الأغاني" 8/ 139 - 141.
(¬3) تاريخ دمشق 4/ 8. ومتن الحديث صحيح من غير حديث أنس - رضي الله عنه - وهذا الكلام بين حاصرتين من (م).
(¬4) في (خ) (والكلام منها): قضاء. وهو خطأ. والمثبت من "تاريخ دمشق" 4/ 193 (مصورة دار البشير).
(¬5) وزن ضِيزَى. وهي قرية من قُرى البلقاء من كورة دمشق. ينظر "معجم البلدان" 3/ 163 و"تاريخ دمشق" 4/ 193 (مصورة دار البشير)، و"القاموس" (زيز).
(¬6) في (خ) (والكلام منها): وسعد، بدل: بن سعد، وهو خطأ وينظر "تاريخ دمشق" الوضع المذكور آنفًا.
(¬7) ينظر ما سلف ص 324 - 327 (ذكر يوم الرَّبَذَة).
(¬8) تاريخ دمشق 4/ 193 (مصورة دار البشير).

الصفحة 339