كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

فمنه: [قال أحمد (¬1)، عن يونس، بإسناده إلى أبي عُكاشة (¬2) الهمداني قال: ] قال رِفاعة البَجَلي (¬3): دخلتُ على المختار بن أبي عُبيد قصرَه، فسمعتُه يقول: قام الآن من عندي جبريل. [قال: ] فهممتُ أنْ أضربَ عنقَه، فذكرتُ حديثًا حدَّثنَاه سُليمان بن صُرد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا ائْتَمَنَكَ رجلٌ على دمه، فلا تقتله". قال: و [كان] قد ائتمنني على دمه، فكرهتُ دمَه (¬4).

عبد الله بنُ عَمرو بن العاص
ابن وائل بن هاشم بن سُعَيد بن سهم السهمي. [وكنيتُه] أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو نُصَير (¬5).
كان فاضلًا عالمًا حافظًا مجتهدًا في العبادة، من الطبقة الثالثة (¬6) من المهاجرين.
وكان من علماء الصحابة وعُبَّادِهم [وكان اسمُه العاص، فسمَّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله (¬7).
قال ابن سعد: ] وأمُّه رَيطة بنت منبّه بن الحجَّاج [بن عامر]، أسلمت يومَ الفتح، وأتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فبايَعَتْه (¬8).
أسلم عبدُ الله قبل أبيه، وكان بينه وبين أبيه في السنّ اثنتا عشرة سنة، وقيل: أكثر، وقيل: سنّ البلوغ (¬9).
¬__________
(¬1) الكلام بين حاصرتين من (م)، وفيها: قال حدثنا أحمد، وهو خطأ. والحديث في "مسنده" (27207).
(¬2) في (م) (والكلام منها): عكامس، بدل: أبي عكاشة، وهو خطأ، والتصويب من مصادر الحديث.
(¬3) في (خ) و (م): الجُهَني، وهو خطأ. والتصويب من مصادر الحديث. ورفاعة الجُهَني -وهو ابنُ عَرَابة- صحابي، أما رِفاعة البَجَلي -وهو ابنُ شدّاد الفِتْياني- فتابعي. ينظر "تهذيب الكمال" 9/ 204 - 207.
(¬4) ذكر المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 206 أن هذه الرواية وهم، وذكر في 34/ 99 - 100 (ترجمة أبي عكاشة) أن المحفوظ: رِفاعة بن شداد، عن عمرو بن الحَمِق، وليس عن سليمان بن صُرَد، وهو ما أخرجه ابن ماجه (2688).
(¬5) الاستيعاب ص 421، وتاريخ دمشق 37/ 146 (طبعة مجمع دمشق) واستغرب ابن عبد البر الكنية الأخيرة.
(¬6) في (م): وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة ... وهو في طبقات" ابن سعد 5/ 82.
(¬7) تاريخ دمشق 37/ 155 (طبعة مجمع دمشق).
(¬8) طبقات ابن سعد 10/ 255، وكل ما سلف بين حاصرتين من أول الترجمة من (م).
(¬9) ينظر "الاستيعاب" ص 421، و"تاريخ دمشق" 37/ 154 - 156.

الصفحة 342