كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

[وكذا حكى عنه ابن عساكر (¬1). وقال: ] وكانت معه راية أَبيه يوم اليرموك، وكان الأمير يوم قيساريَّة (¬2).
وقال له أبوه: يا بنيّ، ما الشَّرَف؟ قال: كفُّ الأذى، وبَذْلُ النَّدى. قال: فما المروءة؟ قال: عِرْفان الحقّ، وتعاهدُ الصنيعة. قال: فما المجد؟ قال: احتمالُ المغارم، واقتناء المكارم (¬3).
[قال: وقال عبد الله: إذا لم تبكُوا فتَباكَوْا.
وذكره الموفَّق في "الأنساب" (¬4) فقال: كان عبد الله حافظًا فاضلًا عالمًا، قرأ الكتب، ووُلد لعمرو وعَمرٌو ابنُ اثنتي عشرة سنة].
وقال أبو هريرة: ما كان أحدٌ أحفظَ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منّي إلَّا عبدَ الله بنَ عَمرو، فإنَّه كان يكتُبُ، وأنا لا أكتب، استأذنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في الكتابة، فأذِنَ له، فقال: يَا رسول الله أكتبُ كلَّ ما أسمعُ منك في الرضا والغضب؟ قال: "نعم، فإنِّي لا أقول إلَّا حقًّا" (¬5).
ذكر وفاته:
واختلفوا فيها؛ ذكر ابن سعد عن الواقديّ أنَّه قال (¬6): توفِّي عبد الله بن عَمرو بالشَّام سنة خمس وستين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
قال جدِّي رحمه الله في "الصفوة": وقد زعم قومٌ أنَّه مات بمكة، ويقال: بالطائف، ويقال: بمصر. هذا صورة ما ذكره جدّي في "الصفوة" (¬7).
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 37/ 181. وينظر "طبقات" ابن سعد 5/ 87 - 88.
(¬2) المصدر السابق 37/ 174.
(¬3) المصدر السابق 37/ 172.
(¬4) واسمه "التبيين في أنساب القرشيين" والكلام فيه ص 464.
(¬5) ينظر"تاريخ دمشق" 162/ 37 - 165 (طبعة مجمع دمشق). وما سلف نحوه أول الترجمة.
(¬6) طبقات ابن سعد 5/ 90.
(¬7) صفة الصفوة 1/ 660. ومن قوله أول الفقرة: واختلفوا فيها ... إلى هذا الموضع من (م). ووقع في (خ) مختصرًا بلفظ: تُوفِّي بالشَّام سنة خمس وستين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وقيل: تُوفِّي بمكة، وقيل: بالطائف، وقيل: بمصر، وسترد أَيضًا.

الصفحة 345