كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وقيل: [توفي] سنة ثلاث وستين ليالي الحرَّة (¬1). وقيل: سنة تسع وستين (¬2)، وقيل: سنة ثمان وستين (¬3).
قال ابنُ الكلبيّ (¬4): كان عبد الله بن عمرو معتزلًا مع أَبيه لأمر عثمان، فلما خرج أبوه إلى معاوية خرج معه، فشهد صفِّين، ثم ندم بعد ذلك، وقال: ما لي ولِصفِّين! ما لي ولقتال المسلمين! ثم خرج مع أَبيه إلى مصر، فلما حضرت عَمرًا الوفاةُ استخلفه على مصر، فأقرَّه معاوية سنةً، ثم عزلَه، وكان يحجُّ ويعتمرُ ويأتي الشَّام، ثم رجع إلى مصر (¬5)، وكان قد ابتنى بها دارًا، فلم يزل لها حتَّى مات في سنة سبع وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان، فدفن في داره.
وقيل: مات فدفن بمكان يقال له: السَّبْع بفلسطين (¬6). وهو الذي نزله الخليل عليه السلام [وقد ذكرناه في سيرة الخليل.
وقال الهيثم: مات بمكة، وقال أبو اليقظان: بالطائف] (¬7).
وقيل: مات بقرية من قرى عسقلان يقال لها: أولاس (¬8) [بينها وبين عسقلان فرسخان، وأهل مصر يقولون: مات بمصر، ودفن عند قبر أَبيه عمرو، بداره الصغيرة بدار الإمارة. والله أعلم] (¬9).
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 37/ 189 (طبعة مجمع دمشق).
(¬2) كذا في (خ) (والكلام منها). ولعلها محرفة عن: سبع وستين، وهي في "تهذيب الكمال" 15/ 362.
(¬3) تاريخ دمشق 37/ 190 و 192، وتهذيب الكمال 15/ 362. وجاء بعد هذا في (خ) أَيضًا: وقيل: سنة اثنتين وسبعين، وقيل: سنة تسع وسبعين. ولم تذكر المصادر هذين القولين.
(¬4) الكلام من (خ) فقط. والخبر في "طبقات" ابن سعد 9/ 501 عن عمرو بن عاصم الكلام.
(¬5) في (خ) (والكلام منها): البصرة. بدل: مصر. وهو خطأ. والتصويب من "الطبقات".
(¬6) الاستيعاب ص 422. وقد نُسب هذا القول في (م) لابن عبد البرّ. وينظر "معجم البلدان" 3/ 185.
(¬7) الكلام بين حاصرتين من (م). وسلف أنَّه مات بمكة أو بالطائف من كلام ابن الجوزي (جدّ المصنف) أول الفقرة.
(¬8) تاريخ دمشق 37/ 188. وفيه: ملامس، بدل: أولاس. ونُسب هذا القول في (م) لخليفة. ولم أقف عليه في "تاريخه" أو "طبقاته". والذي في "طبقاته" ص 299 أنَّه مات بالطائف سنة ستّ وستين.
(¬9) الكلام بين حاصرتين من (م).

الصفحة 346