كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وروى عن كبار الصَّحَابَة كأبي بكر، وعُمر، وعبدِ الرَّحْمَن بنِ عوف، ومعاذِ بن جبل، وأبي الدَّرداء، وأبيه عَمرو، وغيرهم - رضي الله عنهم -.
وروى عنه ابنُ المسيِّب، وعروة بن الزُّبير، وعطاء، ومجاهد، وعكرمة، وطاوس، وابن أبي مُليكة، وأبو سلمة بن عبد الرَّحْمَن، وأخوه حُميد بن عبد الرَّحْمَن، وعطاء بن يسار، في خلق كثير من أهل الحجاز، واليمن، والعراق، وأهل الشَّام، وكان من المكثرين (¬1).
[ومن مسانيده في القُسطنطينية؛ قال (أَحْمد): حَدَّثَنَا يحيى بن إسحاق بإسناده إلى أبي قَبِيل قال: كنتُ عند عبد الله بن عَمرو بن العاص، فسئل: أيُّ المدينتين تُفتحُ أوَّلًا؛ القسطنطينية، أو رُوميَّة؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سُئل عن ذلك فقال: "مدينة هرقل". يعني القُسطنطينية.
ومن مسانيده في الكاسيات وأسنمة البُخْت، قال أَحْمد بإسناده إلى عيسى بن هلال الصَّدَفي؛ قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ عَمرو يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيكون نساءٌ في أمتي يركَبْنَ على السُّرُوج كأشباه الرِّجال، كاسياتٍ عاريات، على رؤوسهنَ كأسْنمةِ البُخْتِ العِجاف، مائلاتٍ مُميلات، فالعنُوهنَ، فإنَّهن ملعونات".
ومن مسانيده في المرضى؛ قال أَحْمد بإسناده عن عبد الله بن عَمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أحدٌ من النَّاس يُصابُ ببلاءٍ في جسده إلَّا أمرَ اللهُ الملائكةَ الذين يحفظونه، فقال: اكتُبوا لعبدي في كلّ يوم وليلة ما كان يعملُ من خير ما دام في وَثاقي".
ومن مسانيده في خراب الكعبة؛ قال أَحْمد بإسناده عن مجاهد، عن عبد الله بن عَمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُخَرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيقَتَين من الحبشة، ويَسْلُبُها حُلِيَّها, ولكأني أنظرُ إليه أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ، يَضربُ عليها بمِسْحَاتِهِ ومِعْوَلِه". الفَدَع: زيغٌ بين القَدَم وعَظْم السَّاق.
وأيضًا:
¬__________
(¬1) ينظر "تاريخ دمشق" 37/ 146 - 147 (طبعة مجمع دمشق) و"تهذيب الكمال" 15/ 358 - 362.

الصفحة 348