كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

عبد الله بن عَمرو بن قيس
أبو أُبَيّ الأَنْصَارِيّ، له صحبة ورواية.
قلت: وأخرج له أَحْمد في "المسند" حديثين؛ قال أحمد بإسناده عن أبي أُبَيّ (¬1) ابنِ امرأةِ عُبادة بنِ الصامت، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "سيكون أمراء لتشغلنَّهم أشياءُ، يؤخّرون الصلاة عن وقتها، فصلُّوا الصلاة لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوّعًا". انتهى حديثه] (¬2).

عبد الله بن عبد الرَّحْمَن (¬3)
ابن عتبة، ويعرف بابن جَحْدَم، الفِهْري، أمير مصر لما حصرها مروان [بن الحَكَم] (¬4)، وكان أبوه عبد الرَّحْمَن على مصر من قِبَل ابنِ الزُّبير (¬5)، فأقام عليها تسعة أشهر، فقيل: قتله مروان بمصر، وقيل: عاش إلى بعد زمن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، ووليَ دمشقَ (¬6) ليزيد بن عبد الملك.
قال هشام بنُ عمار: أجدبت دمشق، فخرج بالنَّاس يستسقي، فصعد المنبر دون المجلس وقال: اللهمَّ إنَّا لم نكن بأجمعنا نجيء إلى غيرك (¬7)، وقد جئناك لأمر لا ينقصك شيئًا، وهو بنا أرفق (¬8)، فاسْقِنا. قال: فسُقُوا من وقتهم.
¬__________
(¬1) في (م) (والكلام منها): ابن أُبي، والتصويب من "المسند" (23852).
(¬2) من قوله: ومن مسانيده في القسطنطينية ... إلى هذا الوضع (وهو ما بين حاصرتين) من (م). وورد في (خ) من هذا الكلام كله حديث ذي السويقتين فقط. وتنظر الأحاديث المذكورة في "مسند" أَحْمد على الترتيب: (6645) و (7083) و (6482) و (7053) و (23852).
(¬3) بدءًا من هذه الترجمة أُضيفت نسخة أَحْمد الثالث، ورمزها (أ).
(¬4) إنما أمير مصر أبوه عبد الرَّحْمَن كما سيأتي في الكلَام بعده. وسلف خبرُه ص 323 - 324.
(¬5) ينظر "أنساب الأشراف" 5/ 289 و 318 - 319.
(¬6) يعني عبد الله بن عبد الرَّحْمَن. وقد تداخل الكلام هنا بين عبد الرَّحْمَن وابنه. ينظر "مختصر تاريخ دمشق" 12/ 337.
(¬7) في (م): أحد غيرك. وفي "مختصر تاريخ دمشق" 12/ 337: أحد دونك.
(¬8) في "مختصر تاريخ دمشق": رافق، وفي (م): أن نسق. وعبارة "المختمر": إنَّا لم نكن لنجيء بأجمعنا إلى أحد دونك -وكلُّ شيء هو دونك- في أمر لا ينقصه شيئًا وهو بنا رافق إلَّا أعطاناه، اللهمَّ ولك المثَل الأعلى، جئناك الغداة نطلب في أمر لا ينقصك وهو بنا رافق ...

الصفحة 349