كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وحجَّ بالنَّاس ستَّ حِجَج (¬1) في أيام معاوية: سنة ثلاث وأربعين، وسبع وأربعين، [وثمان وأربعين] وأربع وخمسين [وست وخمسين].
وكان كاتبه عبيدُ بنُ أوس (¬2)، وحاجبُه المنهال مولاه (¬3)، وقاضيه أبو إدريس الخَوْلانِيّ، وصاحب شرطته يحيى بن قيس الغسَّاني (¬4).
وكان مروان شاعرًا، وذكر أبو العلاء [المعرّي] في خطبة "لزوم ما لا يلزم (¬5) ":
وهَلْ نحنُ إلَّا مثلُ مَنْ كان قَبْلَنا ... نموتُ كما ماتُوا ونحيا كما حَيُوا
وينقُص منا كلَّ يوم وليليةٍ ... ولا بد أن نلقى من الدهر ما لَقُوا
نُؤمِّلُ أنْ نبقى وكيف بقاؤنا ... فهلَّا الأُلى كانوا مضَوْا قبلَنا بقُوا
فَنُوا وهُمُ يرجُون مثلَ رجائِنا ... ونحن فنَفْنَى مرةً مثلَ ما فَنُوا
لنا ولهم يومَ القيامة موعدٌ ... ونُدعى له يومَ الحساب إذا دُعوا
ويُحبس منَّا من مضى لاجتماعنا ... بموطنِ حقٍّ ثم نُجزَى كما جُزُوا
فمنهم سعيدٌ سَعْدَةً ليس بعدَها ... شقاءٌ ومنهم بالذي قدَّمُوا شَقُوا (¬6)
ذكر أولاده:
كان له من الولد عبدُ الملك [وبه كان يُكنى] ومعاوية، وأمّ عَمْرو (¬7)؛ أمُّهم عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية-[ومعاوية أبو عائشة هو الذي جَدَع أنف
¬__________
(¬1) كذا وقع: "ستّ حجج"، وما سيرد ذكره خمس حجج، وما بين حاصرتين من (م)، وجاء في "تاريخ دمشق" 66/ 432 - 434 أنَّه حج في السنوات: (43 - 45 - 48 - 54 - 55).
(¬2) في "المحبّر" ص 377 أن عُبيد بن أوس كاتب معاوية - رضي الله عنه -.
(¬3) في "المحبّر" ص 259: أبو المنهال الأسود.
(¬4) المحبر ص 373.
(¬5) في (م): "وذكر أبو العلاء المعرّي أبياتًا وقال: إنها تنسب إليه وهي هذه". والأبيات في "لزوم ما لا يلزم" 1/ 23. وينظر التعليق التالي.
(¬6) الأبيات الأربعة الأولى في "معجم الشعراء" للمرزباني ص 317 مع بيت خامس:
وننزلُ دارًا أصبحوا ينزلونها ... ونَبْلَى على رَيب الزمان كما بَلُوا
ولم أقف على مصدر آخر للأبيات الثلاثة الأخيرة.
(¬7) ذُكر معهم في (م) عبد العزيز وهو خطأ، لقوله بعده: أمُّهم عائشة ... فأمُّ عبد العزيز بن مروان ليلى بنت زبّان، كما سيأتي.

الصفحة 358