كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وطلب المختار محمَّد بن الأشعث بن قيس، فهرب إلى البصرة (¬1).
واختلفوا في شَبَث بن رِبْعيّ فقال قوم: قتله المختار، وقيل: مات على فراشه.
وذكر ابنُ سعد ما يدلُّ عليه، فإنَّه ذكره في الطَّبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة وقال (¬2): شَبَث بن رِبْعيّ، ويكنى أَبا عبد القدّوس بن حُصين بن عُثيم بن ربيعة بن زيد التَّمِيمِيّ.
وحكى ابن سعد (¬3) عن الأَعمش قال: شهدتُ جنازة شَبَث بن رِبْعيّ، فأقاموا العبيد على حِدَةٍ، والجواريَ على حِدَةٍ، والخيل على حِدَة، والنُّوقَ على حدةٍ، والبُخْت على حِدَة. وذكر الأصناف قال: ورأيتُهم ينوحون عليه يلتدمون.
ولم يذكر تاريخ وفاته، وذكره فيمن روى عن عثمان، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وطلحة والزُّبير، وأسامة بن زيد، وأبي مسعود الأَنْصَارِيّ، وعَمرو بن العاص، وابنِه عبد الله بن عَمرو، ولم يرو عن عُمر وعليّ وابنِ مسعود شيئًا (¬4).
وسنذكرُ في آخر السنة أعيان قتلة الحسين، وما يتعلق بذلك.
فصل
وفي هذه السنة بعثَ عبدُ الملك بنُ مروان جيشًا إلى المدينة لقتال مصعب بن الزُّبير، وبلغ المختارَ، فبعثَ جيشًا لمصعب؛ ظاهرُ الأمر نجدةٌ على عبد الملك، وباطنُ الأمر أنَّه ممكرٌ (¬5) بابن الزُّبير.
قال هشام عن أبي مِخنف: كان عبد الله بن مطيع لما أُخرج (¬6) من الكوفة لم ير القُدوم على ابن الزُّبير مكةَ على ذاك الوجه (¬7)، فسار إلى البصرة، وأقام حتَّى قدم عليه
¬__________
(¬1) تاريخ الطبري 6/ 66.
(¬2) طبقات ابن سعد 8/ 335.
(¬3) المصدر السابق 8/ 335 - 336.
(¬4) المصدر السابق 8/ 331.
(¬5) كذا في النسخ. ولعله اسم فاعل من أمكر، لغة في مكر.
(¬6) في (ص): خرج.
(¬7) يعني مهزومًا مَفلولًا، ينظر "تاريخ" الطبري 6/ 71. و"الكامل" 4/ 246.

الصفحة 382