كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وفيها هلك

شَمِر بن ذي الجَوْشَن
الضِّبابي، حيّ (¬1) من بني كلاب.
وذكر ابنُ سعد أباه ذا الجَوْشَن، فقال: اسمه شُرحبيل بن الأعور بن عَمرو بن معاوية، وهو الضِّباب -بكسر الضاد- ابن كلاب بن ربيعة.
قال ابن سعد بإسناده عن عيسى بن يونس عن أَبيه، عن جده، عن ذي الجَوْشَن الضِّبابي قال (¬2): قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما فرغ من بدر، فقلتُ: أتيتُك بابن القَرْحاء -يعني فرسه- فخُذْه، وكان يومئذٍ مشركًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا آخذُه، وإنْ شئتَ أنْ أقضيَك (¬3) به المختار من دروع بَدْر؛ فعلتُ" (¬4). فقلتُ: ما كنتُ لأقضيَك اليوم فرسًا بدرع (¬5).
قال ابن سعد: قال محمَّد بن عمر: ثم أسلم بعد ذلك.
وفي رواية ابن سعد أَيضًا أنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قال لذي الجَوْشَن: "هل لك أن تكون من (¬6) أوائل هذا الأمر؟ ". قال: لا. قال: "فما يمنعُك؟ " قال: رأيتُ قومك قد كذَّبوك وأخرجوك وقاتلوك، فانظرُ، فإنْ ظهرتَ عليهم آمنت بك واتَّبعتُك، وإن ظهروا عليك لم أتَبِعْك. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعلَّك إنْ بَقِيتَ قريبًا سترى ظهوري عليهم". قال ذو الجَوْشَن: فواللهِ إنِّي لَبِضَرِيَّةٍ (¬7)؛ إذا براكب قد أقبل من مكة، قلنا: ما الخبر؟ قال: ظهر مُحَمَّدٌ على أهل مكة.
¬__________
(¬1) لفظة "حي" ليست في (ص).
(¬2) طبقات ابن سعد 6/ 194.
(¬3) في (أ): أقضيتك، وفي (ب) و (خ): أن أقضيتك. والخبر بنحوه في "مسند" أَحْمد (15965) وفيه: أن أقيضك.
(¬4) لفظة "فعلت" ليست في (أ) و (ص).
(¬5) في (أ) و (خ) و (ص): بدرهم.
(¬6) في (خ): في.
(¬7) ضَرِيَّة: موضع بأرض نجد. ينظر "النهاية" 3/ 87. وتحرف اللفظ في (أ) و (ب) و (ص) إلى: لنصرته. وفي رواية "مسند" أَحْمد (15965): إنِّي لبأهلي بالغَوْر.

الصفحة 393