كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

قال ابن عساكر: وقد قال الزُّهري: إنه أسلم يوم الفتح.
وقيل: إنه وُلد في العام الذي وُلد فيه ابنُ عبَّاس].
وشهد اليرموك والجابية مع عمر؛ [قال: ورأيتُ الرجلَ يومَ اليرموك يسقطُ فيموت] (¬1).
وهو الذي رُوي عنه أنَّه كان مع عمر - رضي الله عنه - بالجابية، فجاء رجل فقال: إن عبدي زَنَى بامرأتي، وهي معترفة. قال: فقال لي: اذْهَبْ في نفر، فسَلْ امرأة هذا. قال: فجئتُ إلى باب خبائه، وإذا بجارية حديثة السِّنِّ، فأخبرتُها بما قال زوجُها، وقلت: إن كنتِ لم تفعلي فلا بأس عليكِ. فصمتت ساعة ثمَّ قالت: واللهِ لا أجمعُ بين الفاحشةِ والكذب. ثمَّ اعترفت، فرجمها عمر بالجابية.
وقال أبو واقد: تابعنا الأعمال، فلم نجد شيئًا أبلغَ في طلب الآخرة من الزُّهد في الدنيا (¬2).
[ذكر وفاته:
حكى ابن سعد عن الواقدي قال: ]
مات أبو واقد بفَخّ، بمكة (¬3)، سنة ثمان وستين وهو ابنُ ثمانٍ وثمانين سنة، أو خمسٍ وثمانين. وقيل: ابن سبعين (¬4). ودفن بمقبرة المهاجرين. [قال: ] وإنَّما سمِّيت مقبرةَ المهاجرين؛ لأنَّ كلَّ من هاجر إلى المدينة ثمَّ جاء حاجًّا أو معتمرًا، فمات بمكة؛ دفن بها (¬5).
¬__________
(¬1) كلُّ ما سلف بين حاصرتين من أول الترجمة، من (ص) وبعضه في (م). وينظر "تاريخ دمشق" 19/ 192 و 197 (مصورة دار البشير).
(¬2) تاريخ دمشق 19/ 197.
(¬3) فَخّ: وادٍ بمكة. ولم تجوَّد اللفظة في النسخ، والمثبت من "الطبقات" 5/ 121. وينظر "معجم البلدان" 4/ 237 - 238.
(¬4) في (ص): تسعين.
(¬5) طبقات ابن سعد 5/ 121.

الصفحة 435