كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وقال ابن سعد: ] وغزا زيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة غزاة، أوّلها المريسيع. [وقيل: تسع عشرة] (¬1).
وهو الذي سمع عبد الله بن أُبيّ المنافق يقول: لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجنَّ الأعزُّ منها الأذلّ. [وقد ذكرنا القصة] في غزاة المُرَيسِيع.
[وقال الواقدي: ] نزل زيد الكوفة، وبنى بها دارًا في كِنْدة، وتوفي بها في هذه السنة (¬2).
وكان له من الولد: قيس، وسُويد؛ أمُّهما هند بنت يزيد من كِنْدة، وقد انقرض نسلُه.
أسند زيد الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال ابن البرقي: أسندَ سبعين حديثًا، أُخرج له في "الصحيحين" اثنا عشر، اتفقا على أربعة، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بستة (¬3).
وأخرج له الإمام أحمد سبعة وعشرين حديثًا (¬4)، منها حديث: "من كنتُ مولاه، فعليّ مولاه" (¬5)، وحديث: "سُدُّوا الأبواب كلَّها إلا بابَ عليّ" (¬6). وقد ذكرناه، ومنها حديث العيد والجمعة] (¬7).
ومن مسانيده: قال الإمام أحمد - رضي الله عنه -: حدَّثنا عبد الرحمن، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رَمْلَة الشاميّ قال: سأل معاويةُ زيدَ بنَ أرقم: هَلْ شهدتَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عِيدَينِ اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، صلى العيد أوَّلَ النهار، ثمَّ رخَّصَ في الجمعة وقال: "من شاء أن يُجَمِّعَ فليُجَمِّع" (¬8).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 5/ 357. وينظر "مسند" أحمد: (19282) و (19335) و (19339).
(¬2) تاريخ دمشق 6/ 536 و 537 (مصورة دار البشير).
(¬3) تلقيح فهوم أهل الأثر ص 365 و 392.
(¬4) ينظر "مسند" أحمد (19263) - (19348).
(¬5) مسند أحمد (19302) و (19325) و (19328).
(¬6) مسند أحمد (19287). قال محققوه: إسناده ضعيف، ومتنه منكر، ونقلوا عن ابن الجوزي أنَّه موضوع.
(¬7) الكلام الواقع بين حاصرتين من (ص).
(¬8) مسند أحمد (19318). وقوله: يُجَمِّع؛ بالتشديد، من التجميع، أي: يصلي الجمعة. قاله السندي (في حواشي المسند).

الصفحة 438