كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وكان عامر أولَ داخل إلى المسجد، وآخرَ خارج، وما رؤيَ متطوِّعًا فيه قطّ.
و[قال ابن أبي الدنيا: ] قال له رجل: يا عامر، قفْ أُكلِّمْك. فقال: أَمْسِكِ الشمس.
قال الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: الف فرس المجاهدة الركض فما يصلح لركوبه إلا فارس ميدان السباق لا يحتمل الحديث (¬1).
قيل: إن عامر - رضي الله عنه - مات في سنة تسع وستين، وقيل قبل ذلك، وقيل بعده، والله أعلم.

عبد الله بن العبَّاس بن عبد المطلب
[ابن هاشم]- رضي الله عنه -، ابنُ عمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمُّه أمُّ الفضل، وهي لُبابة الكبرى بنت الحارث بن حَزْن الهلاليَّة، وهو من الطبقة الخامسة ممَّن قُبضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهم أحداثُ الأسنان.
[وقد ذكرنا أنَّه] وُلد في الشِّعب وبنو هاشم محصورون قبل خروجهم [منه] بيسير، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بسنتين.
و[قال مجاهد: ] حنَّكه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بريقه، ولم يحنِّك بريقه أحدًا سواه (¬2).
و[قال الواقدي: ] قُبضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ ثلاثَ عشرةَ سنة (¬3).
[وقال هُشيم: كان ابنَ عشر سنين. قال الواقدي: والأوَّل أصح، ألا ترى أنَّه قال: راهقتُ الاحتلام في حجَّة الوداع. فكيف يكونُ ابنَ عشر سنين؟ ! (¬4). وقرأتُ المُحْكَمَ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يعني المُفَصَّل (¬5).
¬__________
(¬1) كذا وقع في النسخ، غير (م) ولم يتبيَّن لي الكلام. وجاء عليها في (خ): كذا.
(¬2) مختصر تاريخ دمشق 12/ 294.
(¬3) طبقات ابن سعد 6/ 321.
(¬4) طبقات ابن سعد 6/ 321، ومختصر تاريخ دمشق 12/ 294.
(¬5) طبقات ابن سعد 6/ 321. وينظر "صحيح" البخاري (5035)، وفيه قول سعيد بن جبير: إن الذي تدعونه المفصَّل هو المحكم. قال ابن حجر في "فتح الباري" 9/ 84: المراد بالمُحْكَم الذي ليس فيه منسوخ.

الصفحة 442