كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وأخرج البخاري عن ابن عباس؛ قال (¬1): قيل له: ابنَ كم كنتَ يومَ قُبضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: مات وأنا خَتِين. قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: كان له ثلاث عشرة سنة] (¬2).
وكنيتُه أبو العبَّاس، وقيل: أبو الفضل، وقيل: أبو هاشم (¬3).
ذكر صفته:
[قال ابن منده: ] كان أبيضَ طُوالًا مُشربًا صُفرة، جسيمًا وسيمًا، صَبِيح الوجه، له وَفْرَةٌ يخضبها بالحِنَّاء وكان يصفِّر لحيته، وقيل: كان لا يغيِّر شيبه، وكان يلبس الحِبَرَة (¬4)، ويتختَّم في يساره، وكان يلبس الخَزّ، وكان له مِرْفَقَة (¬5) من حرير، وكان يدخل الحمَّام (¬6).
ذكر طرف من أخباره [ومناقبه]:
[قال علماء السِّيَر: ] كان [عبد الله] يسمَّى حَبْرَ الأمَّة، والبحر؛ لغزارة علمه، وترجمان القرآن. [كذا قال ابنُ مسعود ومجاهد] (¬7).
ودعا له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ [قال أحمد: حدثنا هاشم بإسناده قال: سمعتُ عُبيد الله بن أبي يزيد يقول: قال ابن عباس: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الخلاء، فوضعتُ له وَضوءًا، فلما
¬__________
(¬1) ينظر "صحيح" البخاري (6299) (6300).
(¬2) من قوله: وقال هشيم: كان ابن عشر سنين. . .، إلى هذا الموضع، وهو ما بين حاصرتين من (ص). ووقع بدلًا منه في (أ) و (ب) و (خ) قوله: "راهقت الاحتلام في حجة الوداع، وقرأتُ المحكم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -".
والكلام ليس في (م).
(¬3) في (خ): الهاشم.
(¬4) الحِبَرَة: بُرْد من قطن يصنع باليمن، والجمع حِبَر، مثل عِنَبَة وعِنَب. ولم أقف على من ذكر أن ابن عباس - رضي الله عنه - كان يلبس الحِبَرَة.
(¬5) أي: مخدَّة.
(¬6) ينظر "طبقات" ابن سعد 6/ 342 - 343 وفي قوله: وكان يدخل الحمَّام، اختصار مخلّ، فلفظ الخبر عند ابن سعد: إنه لم يكن يدخل الحمَّام إلا وحدَه، ولم يكن يدخل إلا وعليه ثوب صفيق (أي: كثيف النسج) ويقول: إني لأستحي من الله أن يراني متجردًا في الحمَّام.
(¬7) طبقات ابن سعد 6/ 331 - 332.

الصفحة 443