كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وفي رواية ابن جبير عنه أنَّ الكلمة السابعة والعشرين (¬1) هي قوله تعالى: {هِيَ}.
[وحكى ابن سعد عن الشعبي أن العبَّاس قال لابنه عبد الله (¬2): يا بُنيّ، إني أرى هذا الرجل -يعني عمر- قد أدناك وأكرمك، والحقك بقوم لمست مثلهم، فاحفظ عني ثلاثًا: لا يُجرِّبنَّ عليك كذبًا، ولا تفشينَّ له سرًّا، ولا تغتابنَّ عنده أحدًا.
قال هشام: ] (¬3) وكان عمر رضوان الله عليه يقول: ابنُ عباس فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول (¬4).
وكان إذا أشكل عليه أمر يقول له: غُصْ يا غوَّاص (¬5).
وقال له عمر رضموان الله عليه: واللهِ إنَّك لأَصْبحُ فتيانِنا (¬6) وجهًا، وأحسنهم عقلًا، وأفقهُهُم فِي كتاب الله تعالى.
وكان يقول للصحابة: أَعَجَزْتُم أنْ تأتوا بمثل ما يأتي به هذا الغلام الَّذي لم تجتمع شؤونُ رأسه (¬7)؟ !
[وقال أبو عمرو بن العلاء: ] نظو الحطيئة الشاعر يومًا إلى ابنِ عباس فِي مجلس عمر بن الخطاب رضوان الله عليه عاليًا على الناس، فقال: مَنْ هذا الَّذي فَرَعَ (¬8) الناسَ بعلمه، ونزلَ عنهم بسِنَه؟ ! فتالوا. عبدُ الله بنُ عبَّاس (¬9) الَّذي يقول فيه حسان بن ثابت:
¬__________
(¬1) فِي (أ) و (ب): وقال: الكلمة السابعة والعشرين (كذا) ... وسقطت بعض الكلمات من (خ). والمثبت من (ص)، ونحوه فِي (م).
(¬2) طبقات ابن سعد 6/ 329.
(¬3) من قوله: وحكى اين سعد، .. إلى هذا الموضع (وهو ما بين خاصرتين) من (ص) و (م).
(¬4) نُسب الخبر فِي (ص) لابن سعد، وليس هو فِي "طبقاته". وأخرجه الحاكم بنحوه فِي "المستدرك" 3/ 539 - 540 من طريق الزهري، عن عمر. وينظر "حلية الأولياء" 1/ 318، و"مختصر تاريخ دمشق" 12/ 304، و"صفة الصفوة" 1/ 749.
(¬5) طبقات ابن سعد 6/ 329.
(¬6) فِي (أ) و (ب) و (خ): فينا، والخبر ليس فِي (ص) و (م) والمثبت من"صفة الصفوة" 1/ 748، و"المنتظم" 6/ 73.
(¬7) المستدرك 3/ 539 (والقول فيه بإثر خبر ليلة القدر السالف)، وصفة الصفوة 1/ 749. قال ابن الجوزي بإثره عن ابن إدريس: وشؤونُ رأْسه: الشيب الذي يكون فِي الرأس.
(¬8) أي: علا. ووقع فِي "الاستيعاب" ص 425: بَرَعَ. وما سلف بين حاصرتين منه.
(¬9) بعدها فِي "الاستيعاب "ص 425: فقال فيه أبياتًا ... فذكر بعضها ثم قال: وفيه يقول حسان ...

الصفحة 447