كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

و [روى ابنُ أبي الدنيا عنه أنَّه] قال: لأَنْ أقرأَ البقرةَ فِي ليلةٍ أتفكَّرُ فيها أحبُّ إليَّ من أنْ أقرأَ القرآن هذرمةً (¬1).
وحكى الضحَّاك عنه أنَّه قال: لما ضُرب الدينارُ والدرهم؛ أخذهما إبليس، فوضَعهما على عينيه وقال: أنتما قرَّة عيني، وثمرةُ فؤادي وقلبي، بكما أُطغي، وبكما أكفّر، وبكما أُدخلُ النار، رضيتُ من ابن آدم أن يعبدهما (¬2).
وقال [عكرمة: قال ابن عباس: ] خذ الحكمة ممن سمعتَ، فإنَّ الرجل ليتكلَّمُ بالحكمة وليس بحكيم، فيكون كالرمية من غير رام (¬3).
وقال [ابنُ سعد: كان ابنُ عباس يقول]: إنّي لأرى ردَّ جواب الكتاب عليَّ حتمًا كردّ السلام (¬4).
[قال: ] وقال: مَنْ أفتى الناسَ بكلِّ ما يسألون عنه فهو مجنون (¬5).
ذكر حِجحه وما جرى له منذ قتلِ عثمان - رضي الله عنه -[إلى وفاته]:
[حكى ابن سعد عنه أنَّه] قال: حججتُ مع عمر - رضي الله عنه - إحدى عشرةَ حِجَّة.
و[قد ذكرنا أنَّه] حجَّ بالناس وعثمان - رضي الله عنه - محصور بأمر عثمان، وعادَ من الحجّ وعثمان قد قُتل.
[وقال الواقدي: ] ولم يزل مع عليٌّ - رضي الله عنه -، فشهد معه الجمل وصفِّين والنَّهروان، وولَّاه على البصرة.
[وقد ذكرنا أنَّه أخذ من بيت المال ما أخذ، وذهب إلى مكة] وقتل عليٌّ وهو بمكة (¬6)، فأقام بالحجاز يتردَّد إلى الشام وافدًا على معاوية، فجاء نعي معاوية وهو بمكة، فخرج إلى الطائف، ثم عاد إلى مكة هو ومحمد بنُ الحنفية سنة أربع وستين.
¬__________
(¬1) الخبر من (أ) و (ص). وهو فِي "صفة إلى الصفوة" 1/ 754. وما بين حاصرتين من (ص).
(¬2) حلية الأولياء 1/ 328، وصفة الصفوة 1/ 757.
(¬3) صفة الصفوة 1/ 757. وما سلف بين حاصرتين من (ص). والخبر ليس فِي (م).
(¬4) طبقات ابن سعد 6/ 335، وما سلف بين حاصرتين من (ص). والخبر ليس فِي (م).
(¬5) المصدر السابق 6/ 336. وما سلف بين حاصرتين من (ص) و (م).
(¬6) ما سلف بين حاصرتين من (ص) و (م). وقوله: وقتل علي وهو بمكة، ليس فِي (م). وفي "طبقات ابن سعد" 6/ 338 أن ابن عبَّاس - رضي الله عنه - كان بالبصرة حين قُتل علي - رضي الله عنه -.

الصفحة 456