كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وجاء نعي يزيد بن معاوية، فدعاهه، ابنُ الزُّبير إلى بيعته فأبيا، فحَبَسهما فِي زمزم، فبعث المختار جيشًا، فأخرجهما [وقد ذكرناه].
وأقام ابن عباس ومحمد بن الحنفيَّة بالطائف إلى أن توفِّي ابنُ عباس - رضي الله عنهما - (¬1).
ذكر وفاته:
حكى ابنُ سعد عن الواقدي أن ابن عباس - رضي الله عنهما - مات بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابنُ إحدى وسبعين سنة فِي فتنة ابن الزبير. [وكذا قال جدّي رحمه الله فِي "التلقيح" و"الصفوة"، والموفَّق رحمه الله فِي "الأنساب".
وقال الهيثم: مات فِي سنة أربع وستين. وقال المدائني: سنة أربع وسبعين، وحكاه عنه الحافظ ابن عساكر] (¬2). والأول أصح [حكاه الإمام أحمد].
و[قال ابن سعد: ] صلَّى عليه محمد بن الحنفية وكبَّر أربعًا، وأدحْله قبره ممَّا يلي القبلة، وضرب عليه فسطاطًا ثلاثة أيام. وقال: اليوم مات ربَّانيُّ هذه الأمة (¬3).
وقال [أبو نعيم (¬4) بإسناده إلى] ميمون بن مهران: شهدتُ جنازةَ ابنِ عباس بالطائف، فلما وُضع ليصلَّى عليه جاء طائرٌ أبيضُ حتَّى دخل فِي أكفانه، فالتُمس فلم يوجد، فلما سُوِّي عليه؛ سمعنا صوتًا يُسمع ولا يُرى الشخص: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
[وقد روى ابن سعد طرفًا منه بإسناده عن شعيب بن يسار قال (¬5): لما مات ابنُ عباس، وأُدرج فِي كفنه، دخلَ طائر أبيض فِي كفنه، فما رئي حتَّى الساعة.
¬__________
(¬1) ينظر "طبقات" ابن سعد 6/ 340 - 341، وما سلف ص 385.
(¬2) من قوله: وكذا قال جدي ... إلى هذا الموضع، من (ص) و (م). ووقع بدله فِي (أ) و (ب) و (خ) ما لفظه: وقيل: سنة أربع وستين، وقيل: سنة أربع وسبعين. وينظر: أنساب الأشراف 3/ 61، وطبقات ابن سعد 6/ 345، وتلقيح فهوم أهل الأثر ص 158، وصفة الصفوة 1/ 757، والتبيين فِي أنساب القرشيين ص 165، ومختصر تاريخ دمشق 12/ 330.
(¬3) طبقات ابن سعد 6/ 345 و 347. والكلام بين حاصرتين من (ص) و (م).
(¬4) حلية الأولياء 1/ 329، والكلام بين حاصرتين من (ص) و (م).
(¬5) طبقات ابن سعد 6/ 346.

الصفحة 457