كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وعُمير بن الحُباب (¬1) فارس بني سُليم؛ [قال ابنُ عُبيد: ] وكانت الروم قد أَسَرَتْه، فسأله ملك الروم أن يتنصَّر ويزوِّجَه ابنتَه ويُقاسمَه ملكه، فأبى (¬2).
وأمّه الصَّمعاء، وقيل: هي جدَّتُه. والصَّمعاء: الصغيرة الأذن: وكانت منازلُه على البَلِيخ.
[وهو الَّذي قال لابنِ الأشتر يوم الخازِر: إذا التقينا؛ صِرْتُ إليكم. وغَدَرَ] (¬3)، وكان زُبيريًّا يُبغض آل مروان، وكانت بينه وبين [آل] تَغْلب حروب كثيرة يُطالبُهم بقتلى مرج راهط من القيسية.

يوم الشَّرْعَبِيَّة
مكانٌ بالجزيرة، وكان لتَغْلب على قيس (¬4).

يوم الفُدَين
قرية على شاطئ الخابور (¬5)، وكانت الدَّبَرة على تَغْلب.

يوم الكُحَيل
وكان يومًا عظيمًا على تَغْلب. والكُحَيل مكانٌ بأرض الموصل غربيّ دِجْلة.
وسببُ هذه الوقعة أنَّه لمَّا قُتل عُمير بن الحُباب (¬6)؛ قام أخوه تميم فِي القبائل، فاجتمعوا إليه، وأتى زفرَ بنَ الحارث يستصرخُه، فامتنع من نصره، فقال له ابنُه الهُذَيل: واللهِ لئن ظُفر بهم إنَّ ذلك لعارٌ عليك، وإن ظفروا به وقد خذلْتَهم إنَّ ذلك لأشدّ.
¬__________
(¬1) فِي (ص): عمير بن عبد الله بن الحباب، وهو خطأ. وانظر الكلام قبل تعليق.
(¬2) الَّذي فِي "تاريخ دمشق" 56/ 129 (طبعة مجمع دمشق) أن الَّذي عرض عليه ذلك هو أحد البطارقة، وليس ملك الروم، وهو الأشبه.
(¬3) ينظر ما سلف 410 - 411 وما بعدها (خبر مقتل عُبيد الله بن زياد سنة 67).
(¬4) أنساب الأشراف 6/ 172.
(¬5) قال فِي "أنساب الأشراف" 6/ 170: والعامَّة تسمي هذه القرية: الصُّوَر، وهي قريبة من الفُدَين، بينهما نحو أربعة فراسخ.
(¬6) فِي (ص): عمير بن مالك بن الحباب.

الصفحة 484