كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وقد حكاه ابن عساكر قال: ] وأخوها الأخطل بن قُرط، كان من الشجعان، وكان الأحنف يفتخر به ويقول: من له خالٌ كخالي (¬1)؟
ذكر صفته:
[قال ابن عساكر: ] كان أعور، قصيرًا، دميمًا، أعوجَ الساقين (¬2).
[وقال هشام: ولدته أمه] ملتصق الأليتين، فشقُّوا ما بينهما (¬3)، وكانت له بيضةٌ واحدة [وهذا من العجائب].
ذكر طرف من أخباره:
[قال ابن سعد بإسناده عن الحسن: ] (¬4) قال الأحنف: بينا أنا أطوف بالبيت فِي زمن عثمان بن عفَّان؛ إذْ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي، فقال: ألا أُبشِّرك؟ قلت: بلى. قال. تذكرُ إذْ بعثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومك بني سعد، فجعلتُ أعرضُ عليهم الإسلام، وأدعوهم إليه؟ فقلت أنتَ: إنه ليدعو إلى خير، وما أسمع إلَّا حسنًا. قال: فإنِّي ذكرتُ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اللهمَّ اغفِرْ للأحنف". قال الأحنف: فما شيءٌ أَرْجَى عندي من ذلك. [وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (¬5).
قال: ] وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: الأحنف سيِّد بني تميم (¬6).
[وقال ابنُ سعد بإسناده عن الحسن: إنَّ الأحنف قدمَ على عمر بن الخطاب، فاحتبَسَهُ حَوْلًا. ثم قال: هل تدري لم حبستُك؟ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خوَّفَنا (¬7) كلَّ منافقٍ عليم اللسان. ولستَ منهم إن شاء الله].
¬__________
(¬1) ينظر "المعارف" ص 423.
(¬2) ينظر "تاريخ دمشق" 8/ 425 (مصورة دار البشير). وما سلف بين حاصرتين من (ص) و (م).
(¬3) ينظر "المعارف" ص 423.
(¬4) ما بين حاصرتين من (ص) و (م).
(¬5) طبقات ابن سعد 9/ 92. وهو فِي "المسند" (33161). وينظر "أنساب الأشراف" 11/ 389 و 400. والكلام بين حاصرتين فِي هذا الموضع من (ص).
(¬6) ينظر "طبقات" ابن سعد 9/ 93.
(¬7) فِي (م): قال، يدل: خوَّفنا. والمثبت من (ص)، وهو الموافق لما فِي طبقات" ابن سعد 9/ 93. وخبر ابن سعد هذا الواقع بين حاصرتين من هاتين النسختين.

الصفحة 487