كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وقيل للأحنف: إلا تأتي الأمراء؟ فأخرج جرَّةً مكسورة فيها كِسَرٌ يابسة، فقال: مَنْ كان يجزئه مثلُ هذا، ما يصنُع بإتيانهم (¬1)؟
ذكر وفائه:
[قد ذكرنا أنه] لم يشهد الجمل، واعتزلَ الفريقين، وشهد صفِّين مع أمير المؤمنين عليٍّ بن أبي طالب رضوان الله عليه.
[واختلفوا فِي وفاته، فذكر ابن سعد قال: ] كان الأحنف صديقًا لمصعب بن الزبير، فوفد عليه بالكوفة ومصعب يومئذ والٍ عليها، فتوفِّي الأحنف عنده بالكوفة، فرُئي مصعب فِي جنازته يمشي بغير رداء.
[ولم يذكر السنة التي مات فيها.] (¬2)
و[قال الواقدي: ] مات سنة تسع وستين. وقيل: بعد السبعين (¬3).
و[قال ابن سعد: ] كان مأمونًا ثقةً، قليلَ الحديث، فرَوَى عن عُمر، وعلي، وأبي ذرّ.
و[قال ابن عساكر: وروى أيضًا عن] عثمان، والعباس، وابن مسعود، وأبي بَكْرَة، - رضي الله عنهم -.
وروى عنه الحسن البصري، وطَلْق بنُ حبيب، وعروة بنُ الزبير، وغيرُهم (¬4).
[ويقال: إنه اجتمع بأبي ذرّ بجامع دمشق، وقيل: بحمص، وقيل: بالبيت المقدس].
وكان له عمَّان؛ أحدهما يقال له: المتشمِّس بن معاوية، كان يفضُل على الأحنف فِي حلمه وفضله، أسلم وحسُن إسلامُه.
والآخر [يقال له: ] صعصعة بن معاوية، سيِّد بني تميم، وكان له فرس يقال له الطُّرَّة، اشتراه بتسعين ألفَ درهم (¬5).
¬__________
(¬1) المصدران السابقان.
(¬2) طبقات ابن سعد 9/ 69، والكلام الواقع بين حاصرتين فِي هذه الفقرة من (ص) و (م).
(¬3) ذكره ابن كثير فِي "البداية والنهاية" 12/ 168 فِي وفيات سنة (72).
(¬4) تاريخ دمشق 8/ 419 (مصورة دار البشير).
(¬5) المعارف ص 424. وذكر البلاذري فِي "أنساب الأشراف" 11/ 436 أيضًا من أعمام الأحنف: جزء بن معاوية وقال: كان ذا قدر، وولي بعض الأهواز أيام عمر بن الخطاب.

الصفحة 493