كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وقال أبو سعيد بن يونس: الدُّول اسم امرأة من بني كنانة] (¬1).
و[قال الجاحظ: ] (¬2) كان أبو الأسود معدودًا في طبقات [الناس من] التابعين والفقهاء والشعراء والفرسان والأمراء [الأشراف]، والدُّهاة والبخلاء وكبراء الشيعة، وكان يحبُّ عليًّا - عليه السلام - حبًّا شديدًا.
و[قال محمد بن الأنباري: ] هو أوّلُ من وضع علم النحو، [ثم ميمون الأقرن، ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله بن أبي إسحاق.
قال: ووضع عيسى بن عمر كتابين في النحو، أحدهما سماه "الجامع" والثاني: "المكمِّل"، فقال الخليل بن أحمد هذين البيتين يمدحُه فيهما:
بطل النحو جميعًا كلُّهُ ... غيرَ ما أحدث عيسى بن عُمرْ
ذاك إكمالٌ وهذا جامعٌ ... فهما للناس شمسٌ وقمرْ] (¬3)
[وقال الهيثم: ] وفد أبو الأسود على معاوية، فأكرمه، وأدنى مجلسه، وأجزلَ جائزتَه، وولَّاه قضاء البصرة.
ثم قال له في بعض الأيام: ألستَ القائلَ لأبي تراب: ابعثني (¬4) حكمًا. فواللهِ ما أنتَ هناك؟ لِعِيِّك، فكيف كنتَ تصنع؟ قال: كنتُ أجمعُ أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقول: أَبَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ شَجَريٌّ مُهاجِريٌّ هاشميٌّ أفضلُ، أم طليقُ ابنُ طليق؟ ! فقال له معاوية: قاتلك الله. خلعتني خَلْعَ الوظيف، أقسمتُ عليك لا تذكرُها لأحدٍ من أهل الشام ثم وصله وسرَّحه إلى البصرة.
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (ص). وكلام ابن السكّيت في "صحاح" الجوهري (دول) وينظر "أنساب" السمعاني 5/ 365 - 366.
(¬2) ما بين حاصرتين من (ص) و (م)، وتحرَّف فيهما لفظة "الجاحظ" إلى "الحافظ". وكلامه في "الأغاني" 12/ 299 - 300. وثمة نقص في (ص) بدءًا من هذا الموضع.
(¬3) ما بين حاصرتين من (م). وينظر "الأغاني" 12/ 298، و "تاريخ دمشق" 8/ 614 (مصورة دار البشير)، و "المنتظم" 6/ 97 - 98.
(¬4) في (أ) و (ب) و (خ): ابغيني. والمثبت من "مختصر تاريخ دمشق" 11/ 225، وهي مهملة من النقط في "تاريخ دمشق" 8/ 607، وينظر "وفيات الأعيان" 16/ 534.

الصفحة 495