كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

بني عمِّ النبيّ وأقربيهِ ... أحبَّ الناسِ كلِّهمُ إلَيَّا
فإن يَكُ حُبُّهُمْ رُشدًا أُصِبْهُ ... ولستُ بمخطئٍ إنْ كان غَيَّا
هُمُ أهلُ النصيحة من لَدُنّي ... وأهلُ موَدَّتي ما دمتُ حيَّا
هُمُ آسَوْا رسولَ اللهِ حتى ... ترفَّع أمرُه أمرًا قويَّا
من أبيات (¬1).
وقال:
أيُّها الآملُ ما ليس لَهُ ... ربَّما غَرَّ سفيهًا أَملُهْ
رُبَّ مَن باتَ يُمَنِّي نفسَهُ ... حال من دونِ مُناهُ أجلُهْ
وفتًى بكَّرَ في حاجاتهِ ... عَجِلًا أعقبَ رَيثًا عَجَلُهْ
والفتى المحتالُ ممَّا يأتِهِ (¬2) ... ربَّما ضاقَتْ عليهِ حِيَلُهْ
قُلْ لمنْ مثَّلَ في أشْعارِهِ ... يذهبُ المرءُ ويبقى مَثَلُهْ
نافِسِ المحسنَ في إحسانِهِ ... فسيكفيك سناءً عَمَلُهْ (¬3)
ووعدَه معاويةُ عِدَةً، فأبطأ عليه، فكتب إليه:
لا يكنْ بَرْقُكَ بَرْقًا خُلَّبًا ... إنَّ خيرَ البَرْقِ ما الغيثُ (¬4) مَعَهْ
لا تُهِنِّي بعدَ إِكْرامِكَ لي ... فشديدٌ عادةٌ مُنتَزَعَهْ (¬5)
وقال:
إذا أنتَ لم تَعْفُ عن صاحبٍ ... أساءَ وعاقبتَهُ إنْ عَثَرْ
بقيتَ بلا صاحبٍ فاحْتَمِلْ ... وكُنْ ذا قبولٍ إذا ما اعتَذَرْ (¬6)
¬__________
(¬1) ينظر "الأغاني" 12/ 321، و "تاريخ دمشق" 8/ 617 (مصورة دار البشير).
(¬2) في "العقد الفريد" 3/ 191: نابَه.
(¬3) ينظر "العقد الفريد" 3/ 191 - 192. ونُسبت الأبيات في "نفح الطيب" 4/ 332 لغربيب الثقفي القرطبي.
(¬4) في (د): الخير.
(¬5) تاريخ دمشق 8/ 620 (مصورة دار البشير) وأورد العسكري في "جمهرة الأمثال" 1/ 211 قولهم: بَرْقُ الخُلَّب، وقال: يجعلونه مثلًا لكل شيء لا حقيقة له، وهو البرقُ الذي لامطر معه. وذكر البيتين الأخيرين.
وينظر "الشعر والشعراء" 2/ 729 - 730.
(¬6) المصدر السابق 8/ 621.

الصفحة 497